عرّى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل نفسه بنفسه، وأثبت في مؤتمره الصحافي امس، انه ضد التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون لأسباب شخصية بحتة وحتى لـ”تار شخصي”، يريد رئيس التيار اخذَه من عون.
وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، “تصفية الحسابات” كانت واضحة وفاقعة في كلمة باسيل امس، وما كان ينقص الا ان يقول “اريد ان اتخلّص منه لأنه لم يخدم، خلال ولايته ، لا مصالحي ولا مصالح الرئيس ميشال عون ، ولم يكن طيّعا البتّة، علما اننا نحن مَن عيّناه في موقعه”!
باسيل اعلن: التيار ضد التمديد لأن الشخص المعني خان الأمانة وأصبح عنواناً لقلة الوفاء ويخالف قانون الدفاع الوطني ويتعدّى على صلاحيات الوزير ويخالف بشكل واضح ووقح وعلني قانون المحاسبة العمومية ويتباهى ويفاخر بمخالفة القانون…
الوفاء والامانة، في ميزان الفريق “العوني”، يعنيان الوفاء له وتنفيذ اجندته هو، وإعلاءها على اي اعتبارات اخرى. وهنا بيت القصيد، ونقطة الخلاف بين “البرتقالي” والعماد عون. ذلك ان الاخير يقيس الامور من منظار “وطني” لا “شخصي” فئوي. العهد السابق، كان يريد منه مثلا ان يقمع الشعب ابان ثورة 17 تشرين وان يواجه الجيش، ولو بالعصا الغليظة، المتظاهرين الذين يطالبون بلقمة عيشهم وبمحاربة الفساد .. لكن “القائد” لم ير، كما غالبية اللبنانيين التي نزلت الى الشوارع ضد الطبقة الحاكمة، ان صدام الشعب – الجيش، فيه مصلحة وطنية!
واذ تعتبر ان هذا التموضع طبيعي ومنطقي لاي “رجل دولة”، ولا يحتاج الى تعليمات من سفراء، تشير المصادر الى ان أداء العماد عون هذا، هو الذي جعله اليوم محط ثقة محليا وايضا دوليا.
باسيل كاد يصنّف ايضا العماد عون “عميلا”، وقد عيّره بأنه يسعى الى تنفيذ الـ 1701، لكن للتذكير فإن هذا القرار وافقت عليه الحكومات المتعاقبة منذ اقراره عام 2006، فهل تطبيقه جريمة؟ ام ان باسيل يريد تصويره كذلك كي يؤلّب حزبَ الله على “القائد”؟ اما عن اتهامه بالتواطؤ مع الغرب في ملف ابقاء النازحين السوريين في لبنان وتسهيل انتقالهم من سوريا اليه، فحبّذا لو عمل العهد السابق ووزراء باسيل والحكومات التي كان لـ8 آذار فيها، الاكثرية، على ايجاد الحلول العملية والادارية والسياسية والعسكرية، عبر سلسلة اتصالات ومساع… لمنع وصول الامور الى ما وصلت اليه اليوم، لكنهم اكتفوا بالبيانات و”النق” بينما في يدهم ادوات الحكم كلّها.
ختاما، يمكن القول ان سبب خلاف باسيل مع القائد واحد: باسيل فشل عندما تسلّم الحكم، بينما العماد عون نجح وجيشُه صمد بينما ينهار كل شيء من حولهما، تختم المصادر.