بعد تكليف ميقاتي، واجب دعمه

لا يطيب للغالبية الشعبية اعتماد البراغماتية في مقاربة بعض الأمور السياسية المطروحة اعتقاداً منهم بأنها نقيض المبدئية في التعاطي السياسي وقد يكون هذا في الشكل صحيحاً ولكنه ليس سيئاً فمتى ما كانت مبدئية الأهداف ثابتة لابأس في أن تكون المسالك متحرّكة.

بعض القراءات الهادئة في مسألة التكليف بعد أن أصبحت وراءنا، شخصياً أحبذ طرح وجهة نظر أخرى في المسائل الهامة احتراماً للرأي العام حتى لا تتشوّه صورة القوات كما يحاول “ح ز ب” الله أن يفعل بخبث ودهاء منذ لقائه قادة سرايا المقاومة بقوله بأن القوات قادرة على العرقلة (مشروعه للهيمنة) ولكن بالإمكان معالجتها، وكما يلاقيه البعض بغباء من أجل مشاريعهم الصغيرة السلطوية، ولإحياء الحقائق نورد ما يلي:

– يحق للقوات اللبنانية وهذا مدعاة شرف أن تطمح للتمدد نحو الطوائف الأخرى وأول من لا يحق له تعييرها هو تيار المستقبل الذي يعتبر نفسه أنه تيار عابر للطوائف ولا ضير في تكون القوات أيضاً عابرة للطوائف.

– ذكرت سابقاً واستباقاً لاتهام القوات بأنها تستهدف موقع رئاسة الحكومة، بأن موقف القوات المبدئي يستهدف رئاسة الجمهورية المارونية التي اجتازت خط العودة والصلاحية في تنفيذ خطوات إنقاذية.

– إيماننا بأن هذا العهد لن يسمح لأي حكومة بأن تقوم بواجباتها وهو خبير في حرق الأسماء واستنزاف أي من الشخصيات الكفوءة والصادقة، هذا ما يجعلنا نمتنع عن تسمية ضحايا جديدة للعهد.

– لم تسمِّ القوات أي شخصية لتشكيل الحكومة بعد ثورة “١٧ تشرين” باستثناء وحيد للسفير نواف سلام بعد انفجار مرفأ بيروت، وما زالت هذه التسمية الوحيدة تبعاً لظروفها موضع استهداف للقوات، فلماذا نسمّي شخصية قد تكون مناسبة اليوم وغير مناسبة لتسميتها في العهد القادم.

– أخيراً، وتأكيداً على احترامنا لموقع رئاسة الحكومة أرى من المفيد اليوم لجميع القوى المعارضة للعهد عدم مهاجمة أو مقاطعة الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي لعدم تركه وحيداً في مواجهة صاحب التوقيع النهائي كي لا يضطر للرضوخ لشروطه وتشكيل حكومة بحسب رغباته على أمل أن لا يشكّل حكومة جديدة إلا بشروطه أو الإستمرار بحكومة تصريف الأعمال حتى نهاية صلاحية توقيع الرئيس عون، فهل هذا يعتبر انتقاصاً من موقع الرئاسة الثالثة؟ لا يا سادة، القوات تتعاطى بنظرة وطنية للأمور وكل من يحاول تحريف مواقفها، هو الطائفي البغيض.
ل

زر الذهاب إلى الأعلى