بعد فوزه والبزري… السنيورة يتصل بسعد مهنّئاً هل يعاد صوغ العلاقة مع نائبي “القوات” في جزين؟

لم تهدأ الاحتفالات بفوز النائبين اسامة سعد وعبد الرحمن البزري في صيدا بعد، وهي تتواصل منذ اعلان النتائج بتقبل التهاني والمسيرات السيارة واطلاق المفرقعات، ومعها قراءة المشهد الجديد في عاصمة الجنوب ويتوقع ان يؤسس لمرحلة مختلفة لجهة ابراز قرار صيدا المستقل اكثر وضوحاً، مع الحديث عن تشكيل كتلة نيابية مع النائب المنتخب الدكتور شربل مسعد وغيره.

غير ان ما نغّص على الصيداويين هذه الاحتفالات، تقدم الازمات المعيشية مجدداً، بدءا بتراكم النفايات في الشوراع بعد اعلان عمال معمل معالجة النفايات الصلبة في سينيق الاضراب العام وتالياً وقف عملية جمعها، مروراً بارتفاع سعر صرف الدولار الذي تجاوز الثلاثين الف ليرة والغلاء وأزمة الخبز واقفال الافران ومراكز تعبئة الغاز، وصولاً الى عودة طوابير الانتظار على محطات الوقود، وسط مخاوف من فقدان الادوية وسواها من المواد الاساسية في الحياة اليومية، وكأن المقصود التعمية على نتائج الانتخابات من البوابة المعيشية والاقتصادية.

وسط المشهدين، كان لافتاً الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس فؤاد السنيورة بالنائب سعد مهنئاً، وبالرسالة التي كتبتها غنى الحريري كريمة النائب بهية الحريري عبر «تويتر» وتقول فيها: «لأول مرة ستكونين سيدة صيدا لا نائب صيدا، شكراً على سنين من العطاء، ونحن على يقين أنك ستكملين العمل للمدينة لأن حبك للمدينة وأهلها غير مشروط ولا مرتبط بمقعد نيابي».

وذكرت مصادر مطلعة لـ»نداء الوطن» ان النائب الحريري رغم غيابها عن المشهد الانتخابي ترشيحاً، الا انها اثبتت بأنّها «صوت تفضيلي» وازن في صيدا، وقد التزم بتوجيهاتها، ليس فقط «المستقبليون» بالامتناع عن المُشاركة، بل أيضاً مُناصرون وفاءً لنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وتتساءل المصادر: هل ان فوز النائبين سعد والبزري بالمزاج الصيداوي بعيداً من اي دعم من خارج المدينة، سيعيد صوغ علاقاتهما مع باقي قوى المدينة السياسية مع غيرها ومنها مع «الثنائي الشيعي»على قاعدة «الندية» وخصوصيتها في القرار المستقل، ومنها مع الجزينية سواء مع «التيار الوطني الحر» على قاعدة الشراكة الحقيقية وليس الفوقية واطلاق المواقف التحريضية كما فعل النائب السابق زياد اسود، ما دفع التيار البرتقالي ثمنه برفض اي مكون وازن في المدينة التحالف معه، ما حرمه من تأمين الحاصل الانتخابي خلافا لدورة 2018، حيث تحالف مع البزري و»الجماعة الاسلامية» وشكلا رافعة انتخابية له، او سواء مع «القوات اللبنانية» بعد فوزها بمقعدين لكل من النائبين المنتخبين الدكتورة غادة ايوب بو فاضل والمهندس سعيد الاسمر، فهل ينجحان بالتنسيق مع رئيس تجمع 11 آذار مرعي ابو مرعي الذي ابرم تحالفاً انتخابياً معها لدورتي 2018 و2022، في اعادة وصل ما انقطع وردم الهوة على خلفية الاحداث الاليمة الماضية، رغم الرفض الصيداوي الواضح»؟

تبقى الاشارة الى المُفارقة اللافتة والتي تمثلت بما جمعته لائحة «نحن التغيير»، المدعومة من ائتلاف 17 تشرين وحصلت على 4919 صوتاً نالت منها المُهندسة هانية الزعتري في صيدا 3028 صوتاً، وهو ما يُعتبر رقماً مهمّاً قياساً إلى المشاركة الأولى، التي تفوّقت فيها على مرشّحين تلقّوا دعماً من أحزاب وقوى لها تأثيرها الوازن، بينما بلغ عدد المقترعين 63366 من أصل 129229 ناخباً، أي ما نسبته 46.6%، فيما بلغ الحاصل الانتخابي 12600 صوت.

زر الذهاب إلى الأعلى