ما تجربونا

الصراع بين السنة والشيعة كان “أسهل بكثير على الحزب” من الصراع مع المسيحيين، لأسباب عدة، من بينها “استسهال تصوير أي مواجهة له مع أهل السنة بالإرهاب، وهذا ما حصل مع ظاهرة أحمد الأسير ومع تغطية حربه ضد أهل السنة في سوريا بحجة مواجهة داعش …

إضافة إلى استخدام تحالفه الهجيني مع جزء من المسيحيين لتصوير الصراع بين أقليات وأكثرية، تحت الشعار التضليلي المسمّى بتحالف الأقليات …

فضلا عن عدم تواجد رغبة حقيقية أو توجه نضالي أو خطر وجودي لدى السنّة للانخراط في القتال، وتسليم زمام الأمور للجيش والسلطات اللبنانية عند كل اشتباك مهما كان حجمه …”

أما الشارع المسيحي الخالي من تهم الإرهاب والعقائد الإيديولوجية الفئوية، فالمواجهة معه تتخذ فوراً الطابع الوطني السيادي ورفض الهيمنة والتمسك بالحرية، وهي شعارات لا لبس فيها وتعني كل مواطن يريد وطن ودولة وقانون …

وأكثر من ذلك وبالرغم من طابع المجتمع المسيحي السلمي والمدني والإنفتاحي والعصري والإقتصادي والسياحي والفني والثقافي، فقد أظهر المسيحيون القدرة الفورية على الإستنفار والمواجهة والمنازلة الميدانية، وجهوزية العصب المقاتل المتجذر في تاريخ المجتمع المسيحي المناضل والمقاوم والمقاتل منذ ١٤٠٠ سنة من أجل وجوده وحريته وكرامته …

نعم إن مواجهة حزب السلاح مع المسيحيين يعني المواجهة مع كل اللبنانيين الأحرار والشرفاء الذين يريدون بناء دولة فعليّة …

ونعم أيضاً إن مواجهة حزب إيران مع المسيحيين هي بداية سقوط مشروعه الأسود وبداية زوال الإحتلال الإيراني …

ومن يساوره الشك فليسأل جمال عبد الناصر وياسر عرفات وحافظ الأسد، وليتصفح كتب التاريخ وليستخلص عبره وليتعلم من دروس الماضي القريب والبعيد …

زر الذهاب إلى الأعلى