هم لا يريدون مسيحيّين في لبنان؛ هم يريدون أهل ذمّة.

منذ عقود والممانعة بوجهيها القومجي سابقًا، والمانع اليوم، وهي تحاول إفراغ لبنان من مسيحيّيه الّذين هم أصل فيه وليسوا فرعًا.

لا بل إنّ الفرع هي الممانعة الدّخيلة والطّارئة على لبنان والمنطقة العربية بشكل عام.

وعلى الرغم من فشل المشروع العروبجي من جذوره، بفضل القوومجيّين والممانعة، إلّا أن مرارة الهزيمة ما فارقت أفواه المنتمين إليه، لذا يطلّون في كلّ فرصة، لشن هجومهم على عصب الوجود المسيحيّ واللّبناني في لبنان الماروني ممثلًا “الكتائب والقوّات” ولأنّ المواقع الصّفراء تعتاش على موائد الحزب الإرهابيّ الأسود، يطالعك من وقت لآخر كويتب أو فرخ كاتب بالهجوم على المسيحيّين.

لم يكن المسيحيّون طوال تاريخهم الّذي صنعوا به لبنان مجرد مستأجرين في أرضهم ووطنهم، ولا زوّارًا عابري سبيل، بل هم السّهل والجبل والجغرافيا اللّبنانية بكلّ تضاريسها.

وعندما يتحدث العالم عن البيئة اللُبنانية فهو يقصد البيئة الّتي قدمها المسيحيون له.

ولن نعيد ونكرّر أنّ الأمويين والعباسيين وكلّ الخلافات التّي تلتهم، قد حاولت إزالتهم من لبنان، غير أنّها فشلت ليس لقوة المسيحيّين العسكريّة، بل لقوّتهم الإيمانية بأرضهم وتاريخهم ودورهم. وهذا بشهادة القرآن إن كانوا يؤمنون به في سورة البقرة الآية ٢٤٩: “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله” وإذنُ الله في هذه الآية لم يدلّل على الممانعة أو المسلمين، بل إنّه يدلّل على المؤمنين بأرضهم ورسالتهم.

لذا ليتهم يخفّفون عن كاهلهم هذا الحقد، ويوفّروا على جماهيرهم كم البهورات والتّشبيح الّذي لن يوصلهم لغير الهزيمة، فما كان المسيحيّون يومًا في لبنان أهل ذمّة، ولن يكونوا.

Exit mobile version