قدرنا أن نحيا فوق أرض نعشقها ونموت لأجلها، رافعين راية الحرية، راية القضية اللبنانية التي لأجلها غاب الكثير دفاعاً عن لبنان الكبير…
إلا أن هذا اللبنان الذي نذرنا أنفسنا لأجله لم يعد يحتمل العيش مع وحوش ترتدي وجوه بَشَر، وتمارس كل ما يُخالف ثقافة العيش والحياة وأنماط الحضارة، كائناً مَن كانوا هؤلاء الوحوش، من أي جنسية أو طائفة أو مذهب…
باختصار، ان الرفيق باسكال سليمان، المختطف منذ ما بعد ظهر أمس الأحد، هو أمانة في عنق بقايا الدولة اللبنانية، وفي رقبة كل مسؤول فيها، خاصة وان عملية اختطافه كُشِفت عند وقوعها مباشرة، وليس بعد مرور ساعات عليها، وهذا عامل مهم جداً جداً ومُساعد للأجهزة الأمنية، وليس من مُبرر لعدم تحريره من المجرمين، خاصة وان الإختطاف تم في منطقة جبيل التي تبسط الدولة سيطرتها عليها بشكل كامل…
والمستغرب، أنه بالتزامن مع عملية الإختطاف، هو كمية الأخبار التي تنشرها أبواق الممانعة والتي لا تمت لا الى الواقع ولا إلى الحقيقة بصلة، إنما إلى التضليل والتعمية وشحن النفوس، بدءاً بأن المختطف هو عميل إسرائيلي وقد أُلقي القبض عليه من قِبَل جهاز أمن المقاومة وسيتم تسليمه إلى مخابرات الجيش، مروراً بالعثور على جثته داخل سيارته في بلدة بلاط في جبيل، وصولاً إلى العثور على جهازه الخليوي وغيرها من الشائعات والأكاذيب…
إنما الأكثر استهجاناً هو إسراع بعض المأجورين إلى التصويب على القوّات اللبنانيّة على خلفية قطع أوتوستراد جبيل، بدل التصويب على الجهة الخاطفة والمُعتدية، وكأنهم يُحاكمون الضحيّة ويُباركون الجلاد…
وعليه، نذكّر القاصي والداني أننا لسنا لقمة سائغة في فم أي كان، ولن نرتدي ربطات عنق بيضاء في مواجهة وحوش وعقول سوداء، فإما أن نحيا في حضرة دولة ودستور وقانون، وإلا لنا كامل الحرية في اختيار نمط العيش الحر والكريم حتى لا تتكرر واقعة باسكال ولا يليها أسماء إضافية…
باسكال، يا رفيقاً مُلتزماً صفوف القوات اللبنانية، يا بطلاً من بلاد الأرز، ويا حارساً من حراس القضية، نعاهدك ألا نهدأ وألا نستكين حتى تعود إلينا سالماً والى عائلتك غانماً، معافى رافعاً راية لبنان، لبنان كرامة الإنسان… والسلام.