عندما تتولى القوات اللبنانية التصويب على أحد الأطراف السياسية فهي تملك مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأسلحة الهجومية، لم تستخدم منها حتى الآن سوى الجزء اليسير احتراماً منها لأخلاقيات التعاطي والعمل السياسي. هذه صفات تتجلّى في الظروف الصعبة وليس في الأحوال العادية، وهذا ما يميّز القوات وما يعطيها مصداقية تسقط أمامها جميع الإدعاءات الكاذبة خلال دقائق وليس ساعات…
هذه المصداقية التي تتمتع بها القوات تشكل السلاح الدفاعي العصيّ على الإختراق والتشكيك. ولهذا السبب، يعاني خصوم القوات من إفلاس حقيقي في المواد التي تؤهلهم التهجم على القوات، فيضطرون إلى تحوير مناسبات اجتماعية إلى هجومات سخيفة وتطويرها للهجوم على القوات. مثال على ذلك، مشاركة الحكيم في مناسبات حزينة مثل لقاء الرفاق بعد اغتيال الشهيد باسكال سليمان، أو مناسبات الأفراح. فهل يعقل أن يهاجَم رئيس أكبر حزب مسيحي وأكبر تكتل نيابي في هذه الجزئية…
لا يُعقَل من ناحية المنطق ولكنه طبيعي لدى محور الممانعة وإفلاسها. فهل يمكن مهاجمة القوات في المغامرة بمصير اللبنانيين؟ طبعاً لا. هل يمكن مهاجمة القوات بسبب تمسكها بالدستور؟ طبعاً لا. هل يمكن مهاجمة القوات بسبب توقيف التحقيق في تفجير مرفأ بيروت؟ طبعاً لا. هل يمكن مهاجمة القوات بسبب رفضها رفع الحصانة عن أحد نوابها أو وزرائها؟ طبعاً لا. هل يمكن مهاجمة القوات بسبب تهم الهدر والفساد والتهرّب والتهريب؟ طبعاً لا وألف لا…
القوات عصيّة على الإغتيال السياسي، وحده الإغتيال الجسدي هو ما يهددها وهو واقع وليس كلاماً في الهواء، والشهيدان الحصروني وسليمان يشهدان!