يصرّ بعض الجهابذة من مستقلّي الرأي ولا يعني ذلك مستقيمي الرأي، على التشكيك والتقليل وحتى نفي أي دور وفعالية للمعارضة ويخصّصون للقوات اللبنانية الحصة الأكبر من كلامهم وتضليلهم وخبثهم نتيجة عقدة النقص التي يعانون منها إلى جانب النقص في العقيدة التي تهيمن على إبداعاتهم…
قبل الغوص في دور المعارضة، سطرين لهؤلاء، إذا كانت القوات مقصّرة وتملكون هذه الطاقات والأفكار، بادروا وافعلوا، ولكن جميعنا نعلم أنهم لن يفعلوا، فطلاقة لسانهم هي للتعويض عن بلادة عقولهم، بزيادة عليكن…
إلى يمين هؤلاء الحاقدين يقبع المزايدون الذين يحرّكهم النهج العوني والفكر الممانع، هؤلاء ينادون بإعلان خطوات تصعيدية تصل إلى حدّ المطالبة بالمواجهة العسكرية مع محور الممانعة، والجواب على هؤلاء ماثل أمامنا، من حرب التحرير التي أعلنها ميشال عون إلى حرب المشاغلة التي أعلنها نصرالله، وادعاء الإنتصار للطرفين، تريدون المواجهة العسكرية، قوموا بها أنتم…
أما المواجهة السياسية التي تخوضها المعارضة وخاصة القوات اللبنانية فيكفي تخيّل عدم وجودها، فماذا تكون النتيجة؟ “ح ز ب” الله يهيمن اليوم على الدولة بقوة سلاحه، ولكن في غياب القوات اللبنانية وسائر أطراف المعارضة ستتحول هذه الهيمنة إلى حكم فعلي للبنان بقوة الدستور، فينتخبون من يشاؤون رئيساً للجمهورية، ويعينون من يشاؤون لرئاسة الحكومة، ويقرّون قانون انتخابات جديد يؤمّن لهم ١١٨ نائباً تابعاً لتبقى عشرة مقاعد كواجهة ديمقراطية كما حصل في زمن الإحتلال السوري، وبقدرتهم أيضاً إقرار نظام جديد للبنان بحسب ما يطيب ويحلو لهم…
بمعنى آخر ينتهي لبنان، هذه المواجهة السياسية التي لا يقيم لها البعض وزناً، يدرك “ح ز ب” الله أهميتها ولذلك يستهدف القوات اللبنانية كونها رأس حربة المعارضة، هذه المواجهة مستمرة على ما هي عليه سواء أعجب أو أغضب الأمر أياً كان، ومن يعتقد بإمكانية القيام بما هو أفضل وأفعل فليقم بذلك بنفسه، فالقوات اللبنانية لا تعمل لديكم!