التركيبة الغبية لمحور الممانعة
لا يستطيع محور الممانعة التعامل مع الدول من منطلق المبادئ والأسس التي تحكم العلاقة بين الدول فهذه التركيبة قائمة على مبادئ الثورة التي تحرق كل ما هو حولها وداخلها ولا يتوافق مع أهداف نشر الثورة الخمينية، ويعتمد لغة خشبية متغطرسة ويمارس عكس ما يقول ويتحدث بعكس ما يضمر متكئاً على خردة عسكرية تعتمد الكثافة النارية للتعويض عن بدائية الأسلحة التي يمتلكها نسبة إلى نوعية الأسلحة التي يملكها أعداؤه، ومتكلاً أيضاً على الولاء الأعمى لشعوب هذا المحور الذي لا يحاسب قادته اعتقاداً راسخاً بالمهمة الإلهية الموكلة لهؤلاء القادة من أصناف أنصاف الآلهة…
يذكّرنا هذا المحور بالمثل الشعبي المُحوّر لزوم النشر “فقير وطلبو كبير”، ويغيب عنه التكتيك بسبب عمى الاستراتيجيا التي تحكم أقواله وتصرفاته، ومن الأهداف التكتية التي يغفل عنها محور الممانعة يبرز اليوم الخلاف والإنقسام المستحكم في الحكومة الإسرائيلية وعدم الإستثمار في نقطة الضعف النادرة التي تعصف بحزب الليكود وأبرز تجلياتها تتمثل في الخلاف العلني بين نتنياهو المتعطش للحرب والساعي لعرقلة جميع الحلول المطروحة، ووزير دفاعه يواف غالانت الراغب بشدة بالتوصل إلى هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن والإستعداد لدفع ثمن التسوية التي تؤدي إلى تحقيق هذا الهدف…
الواقع السياسي يشير إلى أن أميركا وإيران هما في مركب واحد إذا لم يكن محور الممانعة يكذب بشأن رغبته بوقف الحرب ورفع القتل و الظلم والحصار والجوع والدمار عن الفلسطينيين مما يوجب دعم المسعى الأميركي من خلال تسهيل مهمة بلينكن الذي كما يبدو أرجأ جولته في المنطقة واستعاضت أميركا عنها بإيفاد هوكشتاين إلى إسرائيل ولبنان وممثل بايدن إلى القاهرة وقطر مما يعني نقل رسائل بدل التمهيد للحلول التي كان يسعى إليها وزير الخارجية الأميركي بلينكن…
وافتراضاً أن محور الممانعة ليس غبياً، ولو أنه يسعى لوقف الحرب لوجب عليه دعم مهمة بلينكن الذي يمسك بورقة غالانت في مواجهة نتنياهو، ولكن ما يجري يؤشر ويؤدي إلى دعم نظرية نتنياهو في مواجهة الضغط الاميركي والغربي عموماً، وفي هذه الحال هناك نظريتان لا ثالثة لهما، هذا المحور إما أنه يكذب أو أنه غبي، من لبنان إلى إيران.