المصيبة توحّد الساحات

فقد الحزب فرصة الخروج المشرّف من المعركة برفضه البحث والتجاوب مع الوساطات التي قادتها خاصة أميركا وفرنسا وبريطانيا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الجنوب اللبناني وحاصر نفسه في عنق الزجاجة فلا هو قادر على الإقدام وغير راغب بالتراجع بعدما تجاوز خط العودة إلى الستاتيكو الذي كان قائماً قبل الثامن من تشرين الأول الماضي…

تواصل إسرائيل عملياتها بحسب المخطط الذي وضعته في بداية الحرب لتحقيق أهدافها وساعدها الإعلان عن وحدة الساحات على استهداف كل تلك الساحات في محور الممانعة من الأطراف وحتى قلب طهران مع نسبة نجاح ٩٠% في كل هجمة وتحقيق هدف في مرمى الممانعة مع كل صاروخ تطلقه، بينما تعجز قوى الممانعة عن تحقيق نسبة نجاح تتخطى العشرة بالمائة…

مقالات ذات صلة

لا تحتاج إسرائيل اليوم إلى خوض حرب تقليدية وتعتمد على تفوقها في سلاح الجو للحدّ من خسائرها ومفاقمة خسائر أعدائها تاركة لحلفائها الغربيين أن يمارسوا الدبلوماسية الخشنة للتوصلّ إلى تطبيق القرار ١٧٠١ بما يكفل ضمان أمن شمال إسرائيل ويشكّل التجديد للقوات الدولية في الجنوب الذي سيبحثه مجلس الأمن في الأيام القادمة اختباراً لنتائج الدبلوماسية. محور الممانعة درس الضربات الإسرائيلية الأخيرة وأهميتها الاستراتيجية في استهداف البنى التحتية الحربية للحزب بعدما قضت على معظم القياديين الميدانيين المخضرمين في الحزب والإستعاضة عنهم بقيادات من الصف الثاني والثالث…

زمام المبادرة اليوم هو في يد الحزب الذي يقف أمام ثلاث خيارات، الأول إعلان وقف النار للحدّ من الخسائر مع ما يتطلبه ذلك من تطبيق للقرار ١٧٠١ ولو من جانب واحد، أو بقاء الوضع على ما هو عليه من استنزاف يصب في مصلحة إسرائيل، أو التصعيد وهو بمثابة انتحار…

هذا في الشأن الحدودي، أما في الداخل فأزمة الحزب السياسية لا تقلّ شراسة عن أزمته العسكرية في الجنوب، وكما يقال “ذنبه على جنبه” بعدما قضى على كل إمكانية للتضامن معه حتى على الصعيد الإنساني.

زر الذهاب إلى الأعلى