بارك الله أميركا!

لا يحتاج المرء أو الجماعة أو الدول إلى معارك دائمة ومستمرة لإثبات الوجود وهذا ما أكدته أميركا بمجرّد استعراض قوة بإرسال قطعها البحرية في نزهة في مياه المنطقة لتثبت بأنها قائدة العالم الحرّ من دون منازع فكبتت غيظ محور الممانعة وكبحت جماحه وأجبرته على العضّ على جرح الإهانة جراء الضربات الإسرائيلية في صميم وعقر داره وعقم قدراته أمام الآلة الأميركية الدبلوماسية والعسكرية…

وعلى الخط الآخر تمكنت أميركا من ضبط جنون نتنياهو وإحضاره إلى طاولة مفاوضات الهدنة في غزة على الرغم من انشغال الإدارة الأميركية في انتخاباتها الرئاسية والمواجهة الشرسة بين الديمقراطيين والجمهوريين، وقد يكون من السابق لأوانه استشعار المرحلة القادمة خلال الأيام القليلة المقبلة، إلا أنه تجدر الإشارة إلى مؤتمر الحزب الديمقراطي لاختيار مرشحته إلى الرئاسة كامالا هاريس رسمياً والذي يعقد في شيكاغو في الفترة بين ١٩ و ٢٢ آب الجاري ويجب انتظار انتهاء المؤتمر لتبيان ملامح المرحلة القادمة…

نتنياهو من جهته لا يستطيع التراجع عن أهدافه التي أعلنها والتي يجب أن توضع موضع التنفيذ قبل الإنتخابات الرئاسية الأميركية حتى لو فاز ترامب، فترامب الرئيس هو غير ترامب المرشح، لذا يجب عدم التنبؤ بتصرفات نتنياهو في الأشهر الثلاثة القادمة وعدم المراهنة على إنجاز هدنة غزة، وفي حال إقرارها لا يجب المراهنة على أن تشمل الهدنة حدود لبنان الجنوبية، وأنفاق الحزب البدائية لن تكبح جماح الجيش الإسرائيلي كما لم تفعل أنفاق غزة لا بل قد تكون حافزاً وذريعة إسرائيلية للتصعيد بدءاً من مداولات مجلس الأمن لبحث تطبيق القرار ١٧٠١ على الرغم من ارتياح وزير خارجية لبنان عبدالله بو حبيب.

زر الذهاب إلى الأعلى