بكركي و”الفتوى” يحفّزان السنّة تصويتاً.. ومسعى عربي مع الحريري
يقترب لبنان من الأيام الأخيرة على إدلاء مواطنيه بأصواتهم. المعركة تحتدم على أكثر من صعيد. وتتسارع الوتيرة السياسية للمعركة الانتخابية. وهي تضاف إلى عناوين الأزمة المالية والاقتصادية والاجتماعية. الانقسام سيتزايد أكثر فأكثر حتى موعد يوم الانتخاب في 15 أيار.
السنّة والدوائر الحساسة
يرتكز الكثير من اللبنانيين على أداء المغتربين، لعلّها تحفّز المقيمين على المشاركة الكثيفة بالتصويت. وهنا يعود الصوت السنّي إلى الواجهة، والذي سيكون مرجحاً في مختلف الدوائر، وخصوصاً في تلك الدوائر الحساسة، كدائرة الجنوب الثالثة مثلاً. ففي حال كان الإقبال كثيفاً على صناديق الاقتراع من قبل السنّة، يمكن تحقيق خرقين بوجه اللائحة المدعومة من الحزب، بالاستناد إلى التصويت السنّي. الأمر نفسه بالنسبة إلى دائرة البقاع الشمالي. وهو ما يمكن أن يتكرس في دائرة صيدا-جزين، التي قد تحمل مفاجأة أساسية ترتبط بمنع التيار الوطني الحرّ من نيل الحاصل الانتخابي، وبالتالي عدم الفوز بأي مقعد نيابي من قبله في جزين. فإن حدث ذلك، ستكون سابقة في تاريخ المنطقة منذ عودة الرئيس ميشال عون من فرنسا.
بكركي ودار الفتوى
جهات متعددة تعرف هذه المعادلة. لذلك، هناك تشديد على ضرورة تحفيز السنّة على المشاركة في الاقتراع، في محاولة لقلب نتائج المعركة الانتخابية. وهنا لا يمكن إغفال نوع من التكامل بين البطريركية المارونية والمجالس الكاثوليكية مع موقف دار الفتوى والمشايخ، الذين يحفزون اللبنانيين على ضرورة المشاركة في العملية الانتخابية، لأن التصويت الكثيف وحده سيكون قادراً على تغيير موازين القوى في الأيام الأخيرة المتبقية. وهناك جهات كثيرة تعمل في هذا الاتجاه لتحقيق نسبة تصويت عالية، تكون قادرة على تحقيق النتائج المبتغاة. غالبية الماكينات الانتخابية المعارضة للحزب والتيار الوطني الحرّ تحفز مناصريها وجمهورها والناخبين على ضرورة التصويت، كي لا يستفيقوا في السادس عشر من أيار على الندم بسبب تقاعسهم.
مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي تصب في اتجاه تحفيز اللبنانيين على المشاركة الكثيفة، لصالح من يكونون قادرين على استعادة علاقات لبنان العربية والدولية، وهو موقف ضمني يتعارض مع التوجهات التي ينطلق منها التيار الوطني الحرّ. هذا الأمر يشكل تشابهاً إلى حدّ بعيد مع مواقف البطريرك نصر الله صفير عشية انتخابات العام 2009، وسط معطيات تفيد بأن الاتجاه المسيحي في التصويت هو الذي قلب المعادلة بشكل كامل وآلت الأكثرية حينها إلى قوى 14 آذار. هذا الأمر قابل للتكرار في هذه المرحلة أيضاً. خصوصاً في ظل التكامل بين البطريرك الماروني من جهة، ومواقف دار الفتوى من جهة أخرى، حيث من المفترض أن تتكثف الدعوات من قبل المشايخ في مختلف المناطق لتحفيز السنّة على ضرورة المشاركة بالتصويت.
مساع عربية مع الحريري
في هذا السياق تعمل جهات متعددة في الداخل والخارج على توفير ظروف ملائمة للسنة ولجمهور تيار المستقبل أيضاً للمشاركة في العملية الانتخابية. وتشير مصادر متابعة إلى أن حركة ديبلوماسية عربية شهدتها بعض الدول تصب في هذا الاتجاه. وقد شهدت إحدى العواصم العربية قبل أيام قليلة اجتماعاً لمسؤولين من دول مختلفة عربية وخليجية، جرى البحث خلاله في كيفية دفع تيار المستقبل وجمهوره إلى التصويت، على أن يحصل تواصل ديبلوماسي من قبل هؤلاء المسؤولين مع الرئيس سعد الحريري، لتحفيزه على اتخاذ مثل هذه الخطوة، خصوصاً قبل مغادرته في زيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية، للمشاركة في مناسبة عائلية، على أن يعقد لقاءات مع مسؤولين أميركيين أيضاً.
هناك تقديرات بان يقدم الحريري على خطوة معينة سواء كانت رمزية أم علنية، للتحفيز على المشاركة في الانتخابات.