على مسافة أيام قليلة من موعد اقتراع المغتربين، يومي الجمعة في 6 أيار للمقيمين في الدول العربية، والأحد في 8 أيار للمقيمين في الإمارات العربية المتحدة وسائر دول العالم، يبدو أن منظومة تحالف الميليشيا والفساد الحاكمة مستمرة في محاولاتها اليائسة، حتى اللحظة الأخيرة، لإخراج المغتربين من المعادلة الانتخابية، أو لحصر ضرر أصواتهم ما أمكنها، بعدما حاولت بشتى الطرق والأساليب الملتوية تجنُّب كأس عقابهم المؤكد لها في صناديق الاقتراع.
وتكشف مصادر اغترابية معنية، لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، عن “آخر فصول الفريق المهيمن على السلطة ضد المغتربين”. وتقول، إن “مئات المغتربين يفاجَأون تباعاً، منذ أيام قليلة، بتلقِّيهم رسائل هاتفية مفخَّخة من أرقام مشبوهة، تدعوهم للتوجُّه إلى صناديق الاقتراع المحدَّدة في دول الاغتراب للإدلاء بأصواتهم، ما بين الساعة السابعة صباحاً والساعة العاشرة صباحاً، فقط”.
وتنفي المصادر ذاتها، “بشكل قاطع، هذا الادعاء الكاذب”، محذّرة المغتربين “من الوقوع في هذه الأفخاخ المكشوفة التي ينصبها لهم بعض المذعورين في السلطة، تبعاً لمعرفتهم الأكيدة بأن أصوات المغتربين المرجِّحة ستصبُّ بغالبيتها الساحقة ضدّهم، لإنقاذ لبنان من فسادهم وسرقاتهم للمال العام والودائع المصرفية، ورميه في هذا الوضع البائس من الفقر والجوع، ولمعاقبتهم على تنازلهم عن سيادة لبنان وقراره الحر لمصلحة محاور إقليمية ظلامية لا تشبه لبنان وتاريخه المجيد وهويته وثقافته وحضارته بشيء، مقابل منافع سلطوية وشخصية رخيصة”.
وتؤكد، أن “الاقتراع مفتوح من الساعة السابعة صباحاً حتى الخامسة عصراً، في مراكز الاقتراع المحدَّدة كافة، في السفارات أو القنصليات أو غيرها. لا بل إن الناخبين المسجَّلين والذين يصلون إلى أقلام الاقتراع قبل الساعة الخامسة ويبقون فيها، فحتى ولو تجاوزت الساعة الخامسة، من حقِّهم بموجب القانون انتظار دورهم للإدلاء بأصواتهم، وأقلام الاقتراع تبقى مفتوحة حتى منتصف الليل”.
وتنبِّه المصادر عينها، المغتربين، “من الركون إلى أي رسائل مشبوهة تصلهم، وضرورة اتباع المذكرات الرسمية، فقط، الصادرة بهذا الشأن”، محذّرة من أن “رسائل التزوير المختلفة ستتصاعد خلال الأيام المقبلة من قبل الأطراف المتضررة من تصويتهم، والتي تخشى يوم الحساب العسير الذي يقترب للخلاص من منظومة الشر المتحكمة”.
وتشدد، على أنه “لم يعد سرّاً أن محور المنظومة الحاكم حاول منذ أشهر افتعال كل ما لا يخطر في بال، لوضع العراقيل والمعوقات في طريق اقتراع المغتربين. بدءً من المساعي التي استمات البعض لتمريرها، بفصل المغتربين عن واقع وطنهم وارتباطهم به وتقرير مصيره أسوة بأبنائه المقيمين، عبر خديعة حصر تأثيرهم على الانتخابات بـ6 نواب فقط بدل حقهم المشروع باختيار 128 نائباً”.
وتذكّر، بأن “المناورات لم تتوقف على ذلك، إذ انتقلوا بعدها إلى قضية الميغاسنتر، الذي هو مشروع حق، إنما ما يكشف زيف ادعاءات الحرص على توفير أجواء حرية مريحة للناخب أنهم استفاقوا عليه في الأسابيع الأخيرة قبل الانتخابات، فيما هم يقبضون على السلطة بالكامل أقله منذ أكثر من 5 سنوات”، مشيرة إلى أن “محاولات محاصرة المغتربين مستمرة، وليس آخرها فضيحة عراقيل وزارة الخارجية التي لم تُفلح كل التبريرات الهزيلة في نفيها، وصولاً إلى الرسائل المشبوهة الأخيرة”.
وتعتبر المصادر الاغترابية، أن “كل الألاعيب الملتوية التي تمارسها هذه السلطة، قد لا تكون مستغربة في مكان ما، بل متوقعة، إذ إن كل الاستطلاعات التي تجريها مختلف الشركات المتخصصة في هذا المجال، وبعضها ليس بعيداً عن توجهات المحور الحاكم، تؤكد أن العدد الأكبر من الناخبين المغتربين الذي ناهز الـ245.000 صوت مسجَّل، وعلى الرغم من إلغاء أسماء بضعة آلاف نتيجة أخطاء في التسجيل أو غيرها، سيعتمد التصويت العقابي ضد المنظومة الحاكمة”.