أحيت منطقة زحلة في “القوات اللبنانية” ذكرى شهدائها، برعاية رئيس الحزب سمير جعجع، في قداس احتفالي في مقام سيدة زحلة والبقاع، ترأسه رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم ابراهيم وعاونه راعي ابرشية زحلة المارونية المطران جوزيف معوض، متروبوليت زحلة والبقاع المطران انطونيوس الصوري، راعي ابرشية زحلة والبقاع للسريان الارثوذكس المطران يوستينوس بولس سفر، ولفيف من الكهنة.
وحضر القداس النائب جورج عقيص، المرشحون ميشال تنوري، بيار دمرجيان، سابين قاصوف، ديما ابو دية، ناديا زوجة المرشح الياس اسطفان، النواب السابقون شانت جنجيان، جوزيف المعلوف، ايلي ماروني، انطوان ابو خاطر، الامين العام لحزب “القوات” غسان يارد، الامين العام المساعد لشؤون الادارة وليد هيدموس، رئيس بلدية زحلة المعلقة تعنايل اسعد زغيب، رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا بو فيصل، منسق منطقة زحلة في القوات ميشال فتّوش، المنسق السابق طوني القاصوف، فضلا عن فاعليات سياسية واقتصادية واجتماعية واعضاء من المجلس المركزي وحشد من القواتيين واهالي الشهداء.
وفي المناسبة القى جعجع كلمة عبر “زوم” قال فيها: “في نيسان لا نستطيع ان ننسى ان قلّة قليلة من ابطال “القوات اللبنانية” مع اهالي زحلة بتلاحمٍ بطولي واسطوري تصدّوا لآلة القتل والتدمير الأسدية في 2 نيسان 1981 وحولّوا زحلة من عروسة البقاع، الى عروسة الثورة، الثورة على الظلم والقهر والاحتلال في لبنان في ذاك الزمان، وانتفاضتهم على المحتل سبقت بشوط كبير بقية اللبنانيين، في 2 نيسان لا نستطيع ان ننسى أيضًا ان النظام السوري اعتقد “انو بكم عسكري وبكم دقيقة بينتهي من موضوع زحلة” ولكنه أخطأ في ظنه فهو من انتهى وغادر وبقيت زحلة”، مشبهاً مقاومة زحلة في وجه الاسد في العام 1981بمقاومة الاوكرانيين اليوم.
وتابع: “اما الذي لا نستطيع نسيانه في نيسان هؤلاء الشباب والاولاد في عمر الزهور الذين قطعوا جبال صنين وعيون السيمان مشيًا في عزّ الثلج والعواصف والصقيع والقصف بالراجمات، حتى يصلوا الى زحلة مع الدعم والامدادات، وحين يصلون يبلّغون بكل شرف بشير لـ”الناطرن عاللاسلكي” نُفذّ الأمر، ليدخلوا بعدها مباشرةً على سجلات البطولة والمجد والخلود والاستشهاد والتاريخ من بوابته الواسعة.”
واعتبر انه “اذا كان الانسان مفطورا بطبيعته على النسيان، إلاّ انّ ملاحم البطولة في زحلة انحفرت في الوجدان صور شهداء وأبطال في التلال والحفافي، وبعضها كان مجمّدا في صقيع صنين، وبدل نسيان هذه الملحمة وتلاشيها مع الزمن، تتخلد اكثر واكثر، وبعد “41 نيسان من اول نيسان” ستبقى ذكرى زحلة عصية على النسيان من الآن الى آخر الزمان”.
واضاف: “بين اول نيسان وهذا النيسان، ما زالت “القوات اللبنانية” تعيش في وجدان زحلة وذاكرتها ، وما زالت تنمو وتزهّر يوما بعد يوم بأحلام اولادها، وتطلعات شبابها وصباياها، وإيمان اهلها بمستقبل مشرق ووطن يليق بهم، وهذه الاحلام لا يمكنها الا ان تتحقق، وهذا الايمان في النهاية سينبت سنابل امل ورجاء وقيامة، لأنه مزروع كحبة الحنطة في أرض زحلة الخصبة، وعلى قدر ما يكون الإيمان والأمل في القوات كبير، على قدر ما يكون الحصاد اكثر بكثير”.
واستذكر جعجع الست الزحلاوية المسنة التي تتمتع بعنفوان كبير، في أحد ملاجىء زحلة في نيسان 1981، حين قالت للأسد بكل شجاعة “خود جماعتك وفل من هون، انت ارنب بالجولان ما تعمل حالك علينا اسد بزحلة وبلبنان”، مضيفا: “اما نحن فنقول لا يمكننا نسيان هذا “الارنب في الجولان” فكم وكم من ارنب صغير “فقّس” في لبنان، ارانبه تستمر بالتنقل هنا وهناك لتضييع “شنكاش” المعركة الأساسية بحركاتهم ويأكلون الغلة والمحصول ويعبثوا الارض فوضى وفسادا، وكما اخرجت زحلة ارنب الجولان الكبير، حان الوقت لإخراج مخلّفاته الصغار في أقرب فرصة، وتاريخها في 15 ايار”.
ورأى انه في “نيسان لا نستطيع ان ننسى انّ تاريخ زحلة دائما مقاومة، وليس فقط في 2 نيسان 1981، انما من الأساس كانت محط اطماع “والي الشام”، اسم الوالي يتغير من عصر الى عصر، ولكن الاطماع ذاتها، وصمود اهل زحلة ومقاومتهم عبر الأجيال ايضا هي ذاتها. هذه المقاومة تتخذ شكلا جديدا في كل مرة، وستشكل هذه المرة مقاومة انتخابية، تقول لوالي الشام الجديد وازلامه في لبنان، ان زحلة “هيي هيي”، في كل الأزمان، رأس حربة في وجه الإحتلال والفرض والسيطرة والحرمان”.
واعاد بالذاكرة لـ2 نيسان 1981 عندما لبست “القوات اللبنانية” الخوذ وبنت المتاريس وتنقّلت في زحلة دفاعا عنها بكل ايمان وحماس واندفاع من دون اي اعتبارات، ولكن اشار جعجع الى انه “بعد هذا التاريخ انتقلت “القوات” من متاريس زحلة الى قلوب اهلها ووجدانهم من دون اي حسابات؛ وبعد الـ 2005 انتقلت الى عقولهم ايضا، لأنها برهنت إنّها ليست فقط مجرد حركة مقاومة عفوية “كل ما دقّ الخطر عالبواب”، إنما مؤسسة تفكر وتخطط وفق حسابات دقيقة، وتتمتع بالتنظيم والارادة والوعي والمشروع لبناء دولة قوية للمستقبل وتحقيق الأمجاد “من اول وجديد”؛ واعتباراً من الـ2009 انتقلت القوات في زحلة من قلب القلوب وصميم الأفكار والعقول، الى قبة البرلمان وقلب الحياة التشريعية، وهنا أوجه التحية للنواب السابقين انطوان بو خاطر وجوزيف المعلوف وشانت جنجيان، وصميم العمل الوطني لتستكمل معركة الدفاع عن حرية زحلة وحقوق ابنائها وكرامتهم التي بدأت بها منذ 2 نيسان 1981، الا انها هذه المرة استخدمتها في سلاح الكلمة والموقف والمشاريع، كي تكون زحلة في المقابل نقطة ارتكاز اساسية بالنسبة للقوات لتضع رؤيتها الكبيرة للبنان بالمستقبل على سكّة التحقيق”.
وشبّه طبيعة “القوات” وصلابتها ومقاومتها بطبيعة زحلة التي تعيش في “السهل”، ولكنها ليست سهلة ابداً، فمن الممكن ان تزحل ارضها، من وقت الى آخر، بسبب عوامل طبيعية، الا ان رجالها ونساءها ثابتون على المبادىء والالتزام بالكلمة والموقف مثل صخور صنين في كل الاوقات؛ وصحيح انّها ارض الكرم والضيافة والسهل الممتنع للجيران والزوار، ولكن في لحظة كرامة وغضب تصبح اوعر من جبال صنين في حال تطاول احد عليها؛ وصحيح ايضا انها تتمتع بتنوع حزبي وعائلي وسياسي، الا ان وقت الخطر “كلن بيصيروا قوات”.
كما أكد “رئيس القوات” ان “خطر التجويع والتفقير والاذلال وطمس الهوية وتهديد المصير والكيان يدق، في هذه المرةّ، أبواب زحلة وكل لبنان ومصدره محور الممانعة المتمثل بـ”الحزب” و”التيار الوطني الحر” وحلفائهم، وكما في كل مرة و”متل كل تاريخن بالحزّات”، سيبقى اهل زحلة امينين لأنفسهم ومعتقداتهم وتاريخهم، وفي 15 ايار “ما فيون الا ما يصوّتوا قوات””.
وأردف: “في إنتخابات هذا العام الزحلية، ولو ان “الأسد” غير موجود كما كان في الثمانينات والتسعينات، ولكن شياطينه، وليس ملائكته، ما زالوا موجودين، من خلال من يتباهى، وللأسف، من الفاتيكان تحديدا، انّ وجود “الحزب” المسلّح، هو قائمقام الأسد في لبنان، وانه لا يؤثر بتاتا على الوضع الداخلي في البلد. ونحن لا نستطيع الا ان نتوقف، مع الكثير من الرفض والأسف، امام هذه المواقف التي اتت مليئة بالذل والذمية والتدليس، سعيا الى “كمشة” اصوات انتخابية و”حفنة” مقاعد نيابية مصطنعة وعدهم بها “الحزب” ونظام الأسد، والتي تذكّرنا بقصة الثلاثين من الفضة”.
تابع: “للصراحة امام هذين النموذجين من المواقف والتعاطي، لا يمكننا الا ان نقول “يا ضيعان هيك شعب بطل، بهيك مسؤولين مش مسؤولين”. فإذا وجود “الحزب”، كما هو حاليا، لا يؤثر على الوضع الداخلي اللبناني، فلتشرح لنا جماعة “التيار” كيف ولماذا وصل وضعنا الى هنا؟ بالطبع لديهم مئة جواب وجواب، باعتبار انهم “شاطرين بالحكي وصفّ الكلام والغش والخداع”، لا بل هذا اختصاصهم بامتياز، الامر الذي لا يخفي حقيقة انّ وضعنا المتأزم سببه ممارسات “التيار” و”الحزب”.
وتوجه جعجع الى اهالي زحلة بالقول: “أمامكم ثلاثة خيارات في الاستحقاق النيابي وهي: “القوات اللبنانية وحلفاؤها وهو الخيار الطبيعي والتلقائي، التيار الوطني الحر والحزب وهو الخيار غير الطبيعي وغير التلقائي، والمستقلون”. سأبدأ بالمستقلين، مع احترامنا لهم، وكثر منهم جيدون وناجحون ولكن السؤال، ماذا يمكنهم ان يحققوا؟ نحن لا نبحث عن اشخاص جيدين فقط لانتخابهم، بل عن اشخاص جيدين ويستطيعون العمل ضمن احزاب وتكتلات كبيرة ويتمتعون بخطط كاملة ولديهم تنظيم جيد لينجحوا بالمواجهة ويغيّروا الاوضاع، ما يعجز المستقلون عن تحقيقه. وبالتالي وبكل صراحة من يمنح صوته لأيّ مستقل يعني انه يضيّعه هدرا، ليس لان ذلك المستقل شخص سيء بل لأنه لن يستطيع انجاز اي شيء.”
اضاف: “أمّا إذا انتخبتم “التيار”، بالدرجة الاولى يعني انكم تنتخبون “الحزب” مع كل النتائج التي تترتّب على هذا الخيار، اي لا سيادة، لا استقلال، لا حرية، لا دستور، ولا قانون، على اعتبار أنّ هذا الاخير لا يُطّبّق على الفريقين، اضافة الى انه لا استقرار، والأهمّ، لا دولة بالمطلق وأنتم ترون بأي عزلة نعيش جراء حكم “التيار الوطني الحر” و”الحزب”. اما في الشأن الاجتماعي والاقتصادي، فلا كهرباء و”اتصالات بتقطش هيدا إذا ضلّت ماشية” واقتصاد متعثّر الى اقصى درجة، لا مشاريع، لا فرص عمل، شح بالأدوية، والقليل القليل ممن يستطيع دخول المستشفيات، بينما الجامعات والمدارس حدّث ولا حرج: معاناة كبيرة، وصعوبة كبرى حتى بتأمين لقمة العيش”.
وتوقف جعجع عند كلام “احد مسؤولي “الحزب” الذي قال بما معناه “اننا لم نفهم شعارهم “باقون نحمي ونبني” لأننا لا ندرك اللغة العربية جيدا” فيما الصحيح اننا نتقن اللغة العربية بينما هم يدركون اللغة الفارسية”.
ورد جعجع على من حاول ان يشرح لنا بأن شعار”باقون نحمي” يقصدون به حماية لبنان وتحريره وابعاد اليد الاجنبية عنه، بالقول: “نعترف لكم بتحرير الشريط الحدودي في الجنوب، ولكن في المقابل ادخلتم احتلالا من نوع اشد وطأة على كل منزل في لبنان، لان الفقر والعوز اسوأ نوع من الاحتلال، وبالتالي بكلامكم قلتم نصف الحقيقة. اما بما بتعلق بقوله “نبني”: فليفسر احد لي، كيف يبني وهو يتحالف مع جبران باسيل من اقصى لبنان الى اقصاه؟ انطلاقا من هنا، ادعو قاعدته في بعلبك – الهرمل والبقاع الغربي والجنوب وفي كل المناطق، الى توجيه هذا السؤال له: “كيف تريدون البناء وحليفكم جبران باسيل؟”.
وشدد على انه “في عهد تيار الاصلاح والتغيير تعمّم وساد الفساد ووصلنا الى شفير الانهيار تحت حجة “ما خلونا”، ولكن في المقابل عند اقتراب موعد الانتخابات وتبادل المصالح والخدمات لم يجد “التيار العوني” ان يتحالف الا مع الذي اتهمه لسنوات وسنوات بأنه ” ما خلّي”. وبالتالي من يصوّت لـ”التيار” و”الحزب” عليه ان يدرك انه يصوّت لـ”هودي كلّن””.
ورأى انه “الى جانب العاطفة والمحبة ووحدة الحال التي تجمع القوات وزحلة، فمن يبغي حقيقة خلاص لبنان واخراجه من ازمته، عليه ان يصوّت “قوات لبنانية” لأنّه عندها يصوّت: لـ”زحلة التاريخ”، وللبنان الذي تحبّه زحلة وللسيادة والحرية والاستقلال ولمشروع “الجمهورية القوية” اي الدولة الفعلية التي لا خلاص لنا من دونها، لمستقبل أولاده وللحفاظ على إرث آبائهم واجدادهم. عندها يصّوت: لـ”مؤسسات فعلية” للدولة، لنظافة الكف والشفافية والاستقامة ولإدارة فعّالة ومنتجة لمؤسسات الدولة، لنمو الاقتصاد وتوافر فرص عمل للجميع، لاعادة العلاقات الخارجية مع كل دول العالم، العربية والغربية، وعندها يصوّت: “تيصير عنّا كهربا، وتجي المي وتيرجع لبنان فعلاً سويسرا الشرق”. وبالتالي “بدّك هودي كلّن، صوّت قوات”..
وأكد ان “القوات منذ نشأتها، في عز الاخطار الوجودية على شعبنا، “ما اجت تتاخذ مكان حدا او تتسكّر بيت حدا”، بل لتعلن للجميع انه حان الوقت ليتوقف هذا التشرذم والضياع على مستوى القرار اذ كان يهدم معنويات شعبنا ويشتتّ قوته ويضّيع قراره ووجهة معركته، فلنعمل سويا ضمن وحدة على مستوى القرار الوطني الكبير، وهذه المقاربة بالذات هي التي سمحت لأهالي زحلة وللمقاومة اللبنانية ان يمنعوا ايا كان اضعافهم وتقسيمهم في حرب زحلة، الامر الذي سمح ان تنتصر زحلة وينتصر لبنان”.
اضاف: “نحن نعمل على مستوى الوطن ووجوده، لذا حان الوقت ان يوقف بعض الاشخاص “زكزكات وحزازيات صغيرة”، لأن معركتنا بالحقيقة ليست معهم، وهم ليسوا هدفنا، وقضيتنا ليست ضدّهم لا كأفراد ولا كـ”بيوتات”، إنما هي انقاذ لبنان وضمان مستقبله ومستقبل اجياله وتحريره من سلطة الفساد وهيمنة السلاح، وكل الباقي يصبح من التفاصيل. وفي هذه المناسبة اذكر ان زحلة لم تقاوم محاولات مصادرة حرية قرارها عام 1981 لتعيد وكالة شعبية ونيابية لحلفاء “نفس هالجهة” عام 2022 أو لتمنح الوكالة لأشخاص “ما رح يقدّموا ولا يأخّروا” في ما يحدث في لبنان”.
وذكّر جعجع انه “في فترة الإحتلال السوري تم اخفاء عدد من ابناء زحلة في سجون الأسد، ومصيرهم مجهول الى اليوم بالرغم من جهودنا ومحاولاتنا الحثيثة”، لافتا الى انه “يفترض على الدولة اللبنانية ان تجد حلّا لهذه القضية الانسانية فينكشف مصير المخفيين، لا سيما في ظل العلاقات القائمة بين الرئيس ميشال عون وبشار الأسد، وبعد زيارات الوزراء اللبنانيين لـ”طالعين نازلين عا سوريا”.
واعتبر ان “العلاقة الوجدانية العميقة بين زحلة و”القوات” يجمعها نضال ومقاومة فهي ليست علاقة تبعية او عابرة كما يُروّج بعض السطحيين او المصطادين بالمياه العكرة. واضاف: “مع القوات في 2 نيسان 1981، لم تعد زحلة مدينة لبنانية فقط انما باتت مدينة عالمية في قلب الحدث والاهتمام الدولي وحركة السفراء والموفدين، ولم تعد زحلة مدينة بقاعية مشهورة فقط إنما اصبحت قلعة للمقاومة والبطولة والتضحية في لبنان والشرق، ولم تعد زحلة مجرد محطة من محطات النضال والمقاومة في وجه المحتل إنما تحولّت الى فسحة امل بقيام دولة لبنانية قوية حلم شهداؤنا فيها، منذ ان زحزحت الأرض بإيمانها من تحت اقدام المحتلين وقالت لهم “ع زحلة ما بتفوتوا زحلة النجم لما بينطال”، وحولّت بهذه الخطوة انظار العالم الحر على القضية اللبنانية، وشرعنت المقاومة اللبنانية عربياً ودولياً، وعجلّت في حل ازمة لبنان بدءاً من انجاز الاستحقاق الرئاسي في صيف 1982 وفق الطريقة التي ترضي فيها اصحاب الأرض وتخدم مشروع السيادة، فشرعّت بصمودها ومقاومتها أبواب الرئاسة امام “البشير” بعد سنة واحدة، وأحيت معه جمهورية الأمل والوعد والانقاذ في “عشرين يوم ويوم، والتي ما زال اللبنانيون يترحمون عليها منذ 40 سنة الى اليوم رغم مدّتها الصغيرة”.
وتابع: “2 نيسان 1981 اوصّلتنا الى 23 اب 1982، حين تربّصت يد الغدر وسرقت الحلم في 14 ايلول من السنة ذاتها، وما زالت يد الفساد والارتهان للسلاح تخطف هذا الحلم الى اليوم، بانتظار من يحرّر هذا الحلم وينعشه من جديد، وهذه مهمتنا سويا، والفرصة الاقرب لتنفيذ هذه المهمة وتحقيقها هو تاريخ 15 ايار، الذي من خلاله نسترد جمهورية الـ21 يوم ونعيد لها الحياة، ونطرد تجار الهيكل، ونقفل مغاور اللصوص، ونحيي الامل في نفوس اللبنانيين بعد سنوات وسنوات من القهر والظلم والمعاناة.”
وختم: “في 2 نيسان غيّر صمودكم معادلات واسقط مؤمرات وشق الطريق امام وصول المقاومة الى السلطة لبناء دولة الحق والحرية والمؤسسات، وفي 15 ايار فليغّير اقتراعكم مرّة اخرى معادلات، وليسقط مؤامرات، وليستبدل اكثريات دفترية متحكّمة برقاب اللبنانيين بأكثريات شعبية فعلية تعبّر عن ارادة الناس. فليكن صوتكم المدماك الاول لوصول نمط ونهج جديد الى الحكم، كان من المفترض ان يختبره ويتعرّف عليه اللبنانيون اكثر من مرة في السنوات السابقة، واولهم في 23 اب 1982 مع انتخاب البشير، ومن بعدها في المواقع النيابية والوزارية التي تسلمتها “القوات” عام 2016 وكنّا من خلال ممارستنا للسلطة نشبه “ابطال زحلة” بتضحياتهم وايمانهم وزهدهم وتجرّدهم ونظافتهم للمصلحة الوطنية العامة ومصلحة لبنان”.
وبدوره، تحدث فتوش قائلا: “كما في كل نيسان نحيي ذكرى شهداء زحلة و”القوات اللبنانية” ولو اننا ابدا لا ننساهم. شهداؤنا كانوا رجالا احرارا مؤمنين بوطنهم وحق قضيتهم. كانوا يحملون في اعماق كيانهم تلك النزعة المتجذرة التي حملها اباؤهم واجدادهم عبر التاريخ، تلك النزعة الجامحة للعيش بحرية كاملة على ارض لبنان، وكانوا كلما دعت الحاجة لا يهابون المواجهة في سبيل حريتهم، ويثبتون امام الموت ويقدمون الشهداء لينتزعوا الحياة لوطنهم وشعبهم. وقد استشهدوا تحت نور الحق لأنهم لم يقاتلوا الا على ارضهم ودفاعا عنها وعن اهلهم”.
اضاف: “شهداؤنا، ذكراكم لا تموت وقواتكم لا تموت لأن فيها ذكراكم. قواتكم لم يقتلها اغتيال بشير ولم يمتها اعتقال الحكيم ولم يضعفها كل ما تعرض له القواتيون من اضطهاد وتنكيل حتى في ايام السلم لأنها تحمل قضيتكم”.
واعتبر ان “قضيتنا هي قضية شعب معذب مقهور منذ ما يقارب الخمسين عاما لأنه شعب سلبت ارادته وسيادته على حياته وارضه، وتعرضت “القوات” لكل ما تعرضت له والمطلوب من قبل أعداء لبنان امر واحد لا غير، وهو تخلي القوات عن المطالبة بسيادة اللبنانيين على أرضهم، الا أن استعادة هذه السيادة وصونها هي جوهر وعلة وجود حزب القوات، اذ لا بقاء لأي دولة غير سيدة على أرضها ولا سيادة لدولة لا يطالب شعبها بسيادتها”.
ولفت الى انه “لو كان للبنان سيادة تامة على أرضه لما تجرأ أحد على تهريب المحروقات والأدوية والمواد الغذائية المدعومة بأموال اللبنانيين الى خارج الحدود، فاستمر هذا التهريب دون أن يجرؤ أحد على كبحه حين اصطف اللبنانيون في الطوابير المذلة للحصول على ما يتوافر لهم من المواد الاساسية، ولو كان لبنان دولة سيدة فعلا تضبط مرافقها لما حدث ذلك الانفجار الرهيب المشؤوم بكل مآسيه في مرفأ بيروت ولما خرجت من أرضه ميليشيات مسلحة لتقاتل في بلدان عربية ضد شعوبها لتسبب له العزلة عن أصدقائه وداعميه التاريخيين، ما أدى الى تهميشه وتجاهله سياسيا واقتصاديا وماليا”.
اضاف: “”القوات” تخوض الانتخابات تحت عنوان استعادة سيادة لبنان، وان العالم بأسره بانتظار ما سيختاره اللبنانيون لأنفسهم في 15 أيار، فاذا جددوا للأكثرية النيابية ذاتها التابعة للحزب والتي اختبرنا حكوماتها المتتالية الفاشلة العاجزة سيعتبر العالم كله بان الشعب اللبناني قد اختار مجددا وبملء ارادته أن يحكم ويعامل بالطريقة ذاتها التي حكم بها لبنان بعد انتخابات العام 2018 وبالتالي الحكم الفعلي للحزب وحلفائه. أما اذا انتج اللبنانيون أكثرية نيابية جديدة سيادية واضحة فسيتمكنون وبسرعة من وقف المسار الانحداري الانتحاري لوطنهم”.
ورأى ان “بعد انكشاف تلك الخدعة، بات معظم المسيحيين يعلمون أن اهداء أكبر كتلة نيابية مسيحية للحزب في العام 2009 ومن ثم 2018 جرّهم ولبنان الى المحور الايراني في عز تدخله المدمّر والبغيض في دول عربية عديدة بالاضافة الى لبنان، وقد لمسوا نتائج استلحاقهم بهذا المحور، من هنا يخوض “الحزب” المعركة تحت عنوان “انجاح الحلفاء”، بحثا عن غطاء مسيحي نيابي ولو كان مزيفا”.
تابع: “أي مرشح يصل الى الندوة البرلمانية بأصوات تنكرية مستعارة لن يستطيع منح الغطاء المسيحي للسلاح غير الشرعي. ومهما استعطوا، وتكرم عليهم الممانعون بأصوات تفيض عنهم فان الغطاء المسيحي لسلاح الحزب سينزع في 15 أيار”.
وتوجه الى اهالي زحلة والبقاع، قائلا: “لم نعد نملك ترف التجربة. حين بدأت ثورة 17 تشرين كان الهدف الأول للمنظومة وحماتها ابعاد الثورة عن القوات اللبنانية بغية اضعافها، وقد سخّروا حينها كل أدواتهم واعلامهم لتحقيق هذا الهدف، ولكنهم نجحوا في اضعاف الثورة بقدر ما استطاعوا ابعادها عن القوات”.
أردف: “مشهد شبيه يتكرر اليوم، فهم قلقون من أن يلاقي حزب “القوات” باقي السياديين من كل الأطراف ليشكلوا أكثرية سيادية وطنية تمسح الغبار عن وجه لبنان الجميل وعن هويته الحقيقية، لذا يسخرون مجددا بعض قضاتهم لتشويه صورة القوات البهية، ويشغلون أدواتهم لابعاد السياديين عن السياديين لأنهم “ما بيحسبوا حساب” الا لجدية القوات وقدرتها وثباتها”.
وأكد ان “الانتخابات النيابية القادمة هي حقا معركة سياسية مصيرية لا ينفع بعدها أي تذمر أو ندم، على خلفية انها معركة بين السياديين من كل الأطراف من جهة والمهيمنين والتبعيين من جهة أخرى.
وختم متوجها الى الذين يترشحون طلبا لوجاهة أو سلطة أو حصانة وخاصة من كان منهم في الأمس القريب على لوائح التبعيين وفي تكتلاتهم بالقول: “مش وقتكن”.
وكانت قد سبق القداس افتتاح معرض الشهيد في صالون الكنيسة.