جعجع وباسيل إستفزازيان واجتماع كليمنصو اتفق على رفض المرشحين الاستفزازيين

للمرة الألف على المسيحيين أن يدركوا أن المعركة أصبحت معركة وجودية بالنسبة لهم

لأسباب مختلفة لا يريد الحزب أن يصل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى سدة رئاسة الجمهورية، وكذلك لا يريد لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أن يصل أيضا، وقد كان واضحا هذا التوجه في الكلام الذي خرج من لقاء الحزب ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط لجهة التوافق على عدم الإتيان برئيس “إستفزازي” كما يصفونه.

إذا من يمثلان بشكل أو بآخر الأكثرية المسيحية محرومان من رئاسة الجمهورية التي يفترض أن تكون في هذا البلد الطائفي والمذهبي قرارا يتخذه المسيحيون، ولكن هذا القرار هناك من المسيحيين من كرس مصادرته عندما رهن مصير الرئاسة ومن يتولاها لقرار من الحزب، وقد امتد هذا الأمر على مدى ست سنوات كانت فيها الأمور المصيرية والأساسية مرهونة لقوة الأمر الواقع.

قد يكون التيار الوطني الحر استفاق اليوم للواقع الذي أوصل إليه رئاسة الجمهورية، ولذلك سارع رئيس التيار النائب جبران باسيل إلى الديمان للقاء البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بعدما كان أنصاره قد أشبعوا البطريرك قدحا وذما، وهذا تحرك في نطاقه الصحيح بحيث يفترض بكل القوى المسيحية ولا سيما التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحزب الكتائب وغيرهم من القوى والشخصيات المسيحية التي تصف نفسها بالسيادية، أن تولي البطريرك الراعي الملف الرئاسي وأن تترك له حرية اختيار مرشح أو أكثر يتمتع بالمواصفات التي حددتها بكركي وأن يتم تبني هذا المرشح أو أكثر من قبل القوى السياسية المسيحية وأن لا تذهب هذه القوى إلى البرلمان إلا إذا سلم الفرقاء الآخرون وفي مقدمهم الحزب بأن انتخاب رئيس للجمهورية لن يحصل إلا من خلال اختيار مرشح سماه البطريرك وتبنته القوى المسيحية.

في لبنان وللمرة الألف على المسيحيين أن يدركوا أن المعركة أصبحت معركة وجودية بالنسبة لهم، وأن إلهاءهم بصراعات المنطقة و زجهم في عناوين ومشاريع لا تشبههم ما هو إلا في سياق المزيد من السيطرة عليهم وتجريدهم من كل مواقع ومكامن القوة على مختلف الصعد وصولا إلى تغيير الهوية اللبنانية ووجه لبنان بالكامل وإلحاقه بالقوى التي لا ترفع سوى راية العنف والقتال والحرب.

Exit mobile version