جعجع ونصرالله في مهرجانين… تعبئة عامة والمساجد تدعو إلى الإقتراع
"الحزب" يصارع على 10 مقاعد و"القوات" وحلفاؤها على 3
ساعات قليلة تفصل البقاعيين عن موعد استحقاق الأحد، بعدما استكملت الأحزاب والقوى السياسية استعداداتها ليوم المعركة التي يتمنى البقاعيون أن تمرّ بسلام من دون أي تشنجات أو إشكالات، ومعها تستعد الماكينات الانتخابية ليومٍ طويل يحدد وجه المرحلة المقبلة.
مهرجانان انتخابيان حاشدان شهدتهما دائرة بعلبك الهرمل، الأول أقامه «الحزب» للبقاع بدوائره الثلاث تحدث فيه الأمين العام السيد حسن نصرالله للبقاعيين عبر شاشات عملاقة نصبت في رياق (زحلة)، عين بورضاي (بعلبك)، ومشغرة (البقاع الغربي وراشيا) بعدما تم تجهيزها للحشود بآلاف الكراسي، والثاني أقامته «القوات اللبنانية» في بلدة دير الأحمر عند الساعة السادسة عصراً في ساحة البلدة تحدث فيه عبر تقنية الزوم رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع والنائب أنطوان حبشي، وما بين المهرجانين حشد شعبي وتعبئة عامة لدفع الناس الى صناديق الاقتراع واختيار ممثليهم.
أقفلت صناديق اقتراع الموظفين الخميس والبالغ عددهم 3793 موظفاً في دائرة بعلبك الهرمل على نسبة عالية من الاقتراع بلغت 82 بالمئة في دلالة على المشهد العام للمعركة التي تنطلق الساعة السابعة من صباح الأحد، وتفقد محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر مراكز الاقتراع مشدداً على ضرورة الالتزام بحسن سير العملية الانتخابية، مشيراً الى أن الاستعدادات اللوجستية في المحافظة لمواكبة العملية الانتخابية منجزة منذ مدة.
سنيّاً، وفي وقت يستمر تيار «المستقبل» في استعمال مختلف الأساليب لدفع الناس باتجاه مقاطعة الانتخابات والالتزام بقرار الرئيس الحريري، وبعد عدم التجاوب مع المقاطعة سيما أن الناس في بعلبك الهرمل تدرك حجم المعركة والمعاناة التي تعترضها والظروف التي أدت الى قرار كهذا وما يعكسه من كوارث على صعيد ممثليهم، اتبع بعض من يعتبرون أنفسهم صقوراً في المدينة أسلوب حجز الهويات للناخبين السنة عبر دفع مبالغ مالية قيمتها مليون ليرة لبنانية عن كل هوية، واللافت في الحملة كما قيل، هو قيام أشخاص محسوبين على «سرايا المقاومة» التابعة لـ»الحزب» بـ»الشراء» فيما التمويل من «المستقبل» الذي عمل بعض افراده أيضاً على تمويل حملة يافطات انتشرت في السوق التجاري تدعو الى المقاطعة.
وفيما نفى أحد قياديي المستقبل هذا الأمر واتهم بعض الأطراف التي تعمل مع الرئيس فؤاد السنيورة بالوقوف وراءه لحث الناس على المشاركة ايماناً منها بعدم جدوى المقاطعة، جاءت خطب الجمعة في مختلف مساجد بعلبك الهرمل للتأكيد على ضرورة الاقتراع بكثافة يوم الأحد في رد صريح على الخطأ الذي ارتكبه الرئيس الحريري وتيار المستقبل، وأشار التعميم الصادر عن مفتي الجمهورية الى أئمة وخطباء المساجد في لبنان جميعاً إلى ضرورة دعوة الناس للمشاركة الواسعة وبكثافة في ممارسة واجبهم الوطني بانتخاب ممثليهم في المجلس النيابي واختيار الأصلح والأكفأ ومن هو جدير بتولي هذه الأمانة، وحث المواطنين على النزول الى صناديق الاقتراع للانتخاب وعدم التهاون في ممارسة الحق في هذا الاستحقاق الذي هو فرصة للتغيير بالتصويت لمن يرونه يحافظ على لبنان ومستقبل أبنائه وعروبته ومؤسساته الشرعية.
وتتزامن الدعوة مع تغير في المزاج الشعبي الذي يتحرك باتجاه التوجه الى صناديق الاقتراع وعدم الجلوس في المنزل وترك الأمور لمصيرها دون أن يكون لهم دور في النتائج التي ستتحقق.
وفي المشهد العام، تتراوح التقديرات والترجيحات حول النتائج التي يمكن أن تحصل عليها كل لائحة والحاصل الانتخابي الذي يعوّل عليه في حجز مقعد نيابي، وفي وقت يصارع «الحزب» للحصول على عشرة مقاعد على اعتبار أن التحضيرات التي قام بها خلال المرحلة الماضية تعكس تلك النتيجة، تعمل «القوات» وحلفاؤها للوصول الى حاصلين وأكثر بعد الجرعة التي تلقتها من الشارع السني، لتبقى ساعات منتصف ليل الأحد هي من يحسم النتيجة وحصص الأحزاب والقوى على اختلافها.