طرأ عامل جديد على عوامل الصراع الدائر في المنطقة وأظهر مجدداً عدم تكافؤ الفرص بين الغرب ومعه إسرائيل وبين محور الممانعة وعلى رأسه إيران، هذا العامل هو الضغط النفسي الذي ساهم في تبريد الرؤوس الحامية وتراجع إيران وأذرعها عن “الردّ الحقيقي والمدروس” الذي يفترض أن يكون جاهزاً للتنفيذ وفق خطة معدّة سلفاً لو كان لدى هذا المحور العاجز قدراً من المصداقية…
الضربات الإسرائيلية ليست الأولى، وجهوزية محور الممانعة مفترض أن تكون من البديهيات، فالحرب قائمة منذ عشرة أشهر، والسوابق الإسرائيلية في استهداف القيادات وتوجيه ضربات موجعة لا تحتاج إلى انتظار وتحليل وتحقيق، فقد اغتالت إسرائيل سابقاً العاروري في الضاحية ودمّرت مبنى القنصلية الإيرانية قبل اغتيال فؤاد شكر في الضاحية واغتيال هنية في قلب طهران، وبالتالي فالردّ يجب أن يكون فورياً ومتناسقاً وفقاً لبنك أهداف معدّ سلفاً…
تراجع محور الممانعة اليوم قد يؤجل الحرب ولكنه لا يلغي المحتوم، وتراجع حدّة التهديدات الإسرائيلية استجابة للضغوط الدولية لا يعني تراجع إسرائيل عن لائحة الأهداف المعلنة وغير المعلنة، والميدان وحده يحدد توقيت الضربة الإسرائيلية كما حدث في اغتيال شكر وهنية، فالأول اغتيل عندما توفرت للعدو معلومات مؤكدة عن مكان تواجده، والثاني اغتيل في طهران لأن إسرائيل لم تكن تريد اغتياله في الدوحة وتركيا لعدم تعريض علاقاتها معهما لاختبار من هذا النوع الذي يمس بكرامة وشرف الدولتين كما حدث مع إيران…
محور الشر الممانع ظالم، وإسرائيل هي الأظلم في هذه المعادلة، والآتي أعظم على صعيد انتهاك شرف ومصداقية الممانعين.