دعم وإسناد هدنة غزة

تحدّث السيد نصرالله في خطابه الأخير عن معاناة الشعب الإسرائيلي نتيجة الحرب القائمة في غزة والدعم والإسناد الذي أعلنه السيد حسن منذ عشرة أشهر بالتمام وعدم الكمال ولا الإكتمال، وينسب لنفسه انتصاراً بتهجير الإسرائيليين من مستوطنات الشمال وتعطيل أعمالهم وإقفال مدارسهم، وهذا مؤسف ومؤلم ومعيب كون هذه النتائج هي في الإتجاهين، فأهل الجنوب تهجّروا وتعطلت أعمالهم وتدمرت منازلهم وحُرِقَت أراضيهم وأرزاقهم، وكأن سكان شمال إسرائيل هم مواطنون انتُهكت حياتهم وكراماتهم فيما سكان جنوب لبنان هم بيادق ولوازم المعركة، فكيف يكون تهجير شمال اسرائيل انتصاراً، وتهجير جنوب لبنان ليس في حسابات الربح والخسارة لدى محور الممانعة…

هذا على الهامش، وليس غريباً عن أدبيات نصرالله الذي غاب عن باله بأن سكان المستوطنات الإسرائيلية يعيشون برعاية حكومتهم، وبأن سكان إسرائيل بشكل عام لديهم ملاجئ ثابتة ومجهزة وصفارات إنذار كما لديهم ملاجئ متنقلة ومنتشرة في الشوارع للطوارئ، فيما سكان الجنوب متروكون لقدرهم وقدرتهم الذاتية، وإذا كان السيد يعتقد بأنه ما زال يمون على بيئته بتحمّل هذا القدر والقهر المتكرر كل عشر سنوات فهو واهم ومخطئ ومشتبه…

مقالات ذات صلة

أما جوهر الكلام، فالسيد حسن أمام فرصة للخروج من هذا الظرف القاتم له ولبيئته ومسرح مغامراته في لبنان، ولأنه صاحب تعبير دعم وإسناد غزة، وبعد أن تبيّن بأن خطر الإنفجار الكبير بات وشيكاً، يمكن له أن يقدّم الدعم والإسناد لهدنة غزة وذلك من خلال إعلان وقف كافة الأعمال العسكرية طيلة فترة المساعي الدولية والمفاوضات الجارية لإقرار الهدنة في غزة وتشجيع العدو والمجتمع الدولي على إحراز تقدّم وتقديم تنازلات في النقاط العالقة لاستمرار التهدئة في الشمال الإسرائيلي وتعميمها في غزة، خاصة وأن هدف إزالة إسرائيل مؤجّل كما أعلن السيد حسن بلسانه…

هذه النصيحة لا مصلحة لي بها ولكنها في المحصلة تؤدي إلى رفع الضيم عن الجنوبيين خاصة ولبنان عامة وتحفظ ماء وجه السيد للخروج من المستنقع الذي يتخبط به…

كلّي ثقة بأن السيد لا يتقبّل النصائح، ولا أخدع نفسي بوصول هذا الكلام له، ولكن هدفي أن يقرأ الكثيرون من متابعي الصفحة من أبناء بيئة الثنائي.

زر الذهاب إلى الأعلى