دونكيشوت

يذكر عبدالفتّاح كليطو في كتابه: “أتكلّم جميع اللّغات لكن بالعربيّة”: أنّ مؤلّف دونكيشوت ميغيل ثربانتس قد حصل على النّصّ الأصلي للرّوايّة في طليطلة، حيث كان طفل يحمل أوراقًا قديمة، وفي طريقه ليبيعها إلى تاجر حرير. اشتراها ثربانتس منه، ولجأ الى مترجم موريسكي، ليقوم بترجمتها، بعد أن عزله عن العالم، وأجبره على قسم يمين عدم خيانة الأمانة.

كاتب الرّواية الأصلي هو: سيدي أحمد بن الأيلي، كما يذكر كليطو أن بيدرو دو لوخان ينسب روايته “فارس الصليب” إلى مؤلّف عربي، يشير ثيربانتس بسخرية إلى ذلك بقوله: “إن جميع أهل هاته السّلالة كذّابون” وهو يقصد أنّهم مهرة في سرد الحكايات.

سؤالي: ماذا لو أنّ الطّفل كان قد أتمّ طريقه إلى تاجر الحرير، وقام ببيعه أوراقه؟!

في روايتي الثّالثة “سوق الملح” أتيت على هذه الإشكالية، موضحأ أن السّائح الغربي الذي كان يقصد اليمن، كان يشتري منها تاريخًا على شكل حجر بعشرة ريالات تساوي دولارًا أو دولارين، ثم يضعها في متحف كاللّوفر، فتدر ملايين الدّولارات على بلده، ناهيك على تأثيرها الجمالي والخيالي.

إنّ أزمتنا في فهم التّاريخ، تجعلنا نراه على شكل رغيف خبز.

زر الذهاب إلى الأعلى