روسيا تُشيّع نائب قائد أسطول البحر الأسود: أحدث قائد ينضمّ لـ”سلسلة الخسائر الفادحة”

أقامت روسيا جنازة عسكرية لنائب قائد أسطول البحر الأسود في شبه جزيرة القرم اليوم، وهو أحدث قائد ينضمّ لما تصفه أوكرانيا بسلسة من الخسائر التي مني بها الجيش الروسي من أصحاب الرتب الكبرى منذ الغزو الذي بدأ في 24 شباط.

أعلن المستشار الرئاسي الأوكراني ميخائيلو بودولياك يوم الأحد أسماء ستة جنرالات روس قال إنهم قتلوا في أوكرانيا إضافة إلى عشرات برتبة كولونيل وضباط آخرين. ولم تؤكد وزارة الدفاع الروسية مقتل أي من هؤلاء، كما لم تصدر أي تحديث لخسائر قواتها منذ الثاني من آذار بعد أسبوع واحد من بدء الحرب عندما قالت إن 498 جندياً قتلواً. وتقدر أوكرانيا عدد قتلى الجيش الروسي بنحو 15600.

أكدت حكومة نوفوروسيسك الروسية المحلية، وهي منطقة ساحلية جنوبية، مقتل الميجر جنرال أندريه سوخوفيتسكي في 28 شباط، في بيان على موقعها على الإنترنت. وقالت إنه خدم في سوريا وشمال القوقاز وأبخازيا.

احتشد المئات اليوم الأربعاء في مدينة سفاستوبول بشبه جزيرة القرم لحضور جنازة اندريه بالي وهو كابتن من الدرجة الأولى ونائب قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود.

من جهته، قال كونراد موزيكا مدير شركة “روشان” للاستشارات المتخصصة في تحليل المعلومات المخابراتية، ومقرّها بولندا، إنّ التقديرات الأوكرانية للخسائر الكبيرة في صفوف القوات الروسية تبدو معقولة لكن من الصعب التحقق منها وربما يقل العدد الفعلي عن ذلك.

وأضاف: “حتى لو كنّا نتحدّث عن جنرالين، فهذه خسارة كبيرة، نحن لا نتحدث فقط عن الجنرالات، بل أيضاً عن الضباط برتبة كولونيل والذين يحتلون بالطبع مرتبة عالية في المنظومة العسكرية”.

وتابع قائلاً إنّ مثل هذه الخسائر تشير إلى أن روسيا لم يكن لديها معرفة جيدة بمواقع المدفعية الأوكرانية وإن أوكرانيا ناجحة في تحديد مواقع كبار الضباط الروس، ربما عبر إشارات هواتفهم المحمولة.

العمود الفقري للجيش الروسي

قال ديبلوماسي أجنبي بارز في موسكو لـ”رويترز”: “ما يهم في رأيي هو الخسائر الفادحة التي تشير التقارير إلى وقوعها في صفوف الضباط الذين يحملون رتبة كولونيل وما فوقها لأنهم يمثلون العمود الفقري للجيش الروسي، وليس فقط الجنرالات”.

وقال الديبلوماسي إنّ الجيش الروسي شديد المركزية والاعتماد على التسلسل الهرمي ويفتقر إلى وجود ضباط صغار لديهم صلاحيات على أرض المعركة مثلما هو الحال في الجيوش الغربية. وأضاف: “هناك عدد كبير جداً من الضباط الذين يحملون رتبة كولونيل وعدد قليل جداً ممن يحملون رتبة رقيب”.

وتابع: “لذا فإن ما يحدث هو أن المهام التي تتطلب حلا سريعا والتي يتم التعامل معها في الغرب على مستويات أدنى بكثير تحتاج لرفعها صعودا في تسلسل القيادة لاتخاذ قرار بشأنها”.

وقال الديبلوماسي إنّ الهيكل الهرمي للجيش الروسي تسبب في إرسال كبار الضباط إلى الجبهة لحل المشاكل أو شحذ الهمم معنوياً، مما جعلهم عرضة للهجوم.

وأوضح أنّ “مركزية القيادة والتحكم والإخفاق في الانتشار والافتقار إلى الاتصالات الآمنة تضعهم أيضاً في مواقع يسهل التعرف عليهم فيها واستهدافهم بواسطة الطائرات المسيرة الأوكرانية”.

زر الذهاب إلى الأعلى