روسيا تُعرقل الاتّفاق النووي… ولبنان نحو المجهول؟
يحدّثوننا عن اتّفاق مبدئي بين الدولة اللبنانية، و”صندوق النّقد الدولي”، بقيمة 3 مليارات دولار، خلال 46 شهراً.
كما يحدّثوننا عن عودة بعض السفراء الى لبنان، وعن ورشة اجتماعات، وكأن ذلك يُنسينا أن الطحين غير متوفّر في البلد، وأنه ما عاد مُتاحاً للأطفال الفقراء الرُضَّع، الذين كانوا يشربونه مع الماء، بدلاً من الحليب.
يحدّثوننا عن آمال، وكأن ذلك يُنسينا أن البطاطا ما عادت طعام الفقير، وأن الفاكهة ما عادت تحليته، وأن لا بدائل مُمكِنَة ومُتاحَة للفقراء في هذا البلد، الذين يزدادون بعَدَد الساعات.
يحدّثوننا عن إيجابيات، مُتناسين أن من لا يزال قادراً على تناول وجبة طعام اليوم، لن يعود بإمكانه ذلك بعد أشهر، أو أقلّ ربما، باتّفاق مع “الصّندوق”، وبعودة سفراء، أو من دون ذلك، ومهما حصل، طالما أن لا دولة أصلاً، في هذا البلد.
لفت مصدر واسع الاطلاع الى أن “الاتفاق المبدئي مع “صندوق النّقد الدولي” يطرح السؤال عن الجهة المخوَّلَة باستلام الـ 3 مليار دولار تلك، خصوصاً أنه منذ عام 2020، وحتى اليوم، أُنفِقَ نحو 20 مليار دولار من دون رقيب أو حسيب، وسط أزمة مالية واقتصادية حادّة”.
وأكد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أن “الاتّفاق المبدئي الذي أُعلِن عنه، هو من دون قيمة فعليّة، إذا لم تُصبح الـ 3 مليار تلك، 4 و5 و6 و7… مليارات دولار، بوقت قياسي، نتيجة حُسن استخدام هذا المبلغ. فهذا ما يحتاجه اللبنانيون، الى جانب مشروع لإنقاذ الاقتصاد اللبناني، بكفالة من “صندوق النّقد الدولي”، وبمساعدته. فهذا ما فعلته أوروبا مع اليونان، ولم يقتصر العمل مع أثينا قبل سنوات، على ضخّ الأموال فقط”.
وشدّد المصدر على أنه “طالما بقيَ السلاح غير الشرعي، خارج سلطة الدولة، على حاله، فلا يُمكن لأحد أن يقوم ولو بعمل واحد، في لبنان. فالدولة غير موجودة عملياً، ولا ثقة دولية مُمكِنَة بدولة لا سلطة كاملة لها على حدودها، وعلى السلاح فيها، لأن ذلك يمنعها من السيطرة على اقتصادها. وليتوقّف الضّحك على الناس”.
وأضاف: “يتّجه لبنان والمنطقة الى وضع أصعب، انطلاقاً من أن من يعرقل الاتفاق النووي مع إيران حالياً، ما عادت إسرائيل وحدها، بل روسيا. فتلك الأخيرة هي دولة كبرى، يحتاج الجميع الى توقيعها، للإفراج عن مسار فيينا. ولكن كيف يُمكنها أن توقّع على اتّفاق يحرّر إيران من العقوبات، بعدما باتت هي مُعاقَبَة غربياً، وبشكل هائل؟”.
وأوضح المصدر: “لم يَعُد رفع “الحرس الثوري” الإيراني عن لوائح الإرهاب، ولا الضّمانات بعَدَم انسحاب واشنطن من الاتّفاق مستقبلاً، مشكلة، بل العقوبات المفروضة على روسيا، التي تمنع موسكو من تحرير طهران، ومن فكّ عزلة اتّفاقها مع الغرب. وهو ما يعني أن المنطقة كلّها، ومعها لبنان، يتّجهان الى وضع أشدّ صعوبة، وتشعُّباً”.
وختم: “المشاكل الإيرانية ستزداد في كل مكان، والإرهاب أيضاً، خصوصاً أن النّظام الإيراني ينمو بتخويف وتجويع الشّعوب، وبالمشاكل. فعَن أي وعود بالتعافي، تحدّثنا مكوّنات السلطة اللبنانية، التي تكتفي بأموالها، مُتناسِيَةً الناس، منذ أكثر من عامَيْن؟”.