روسيا قالت كلمتها.. هل “راحت” على باسيل؟

تدريجا، يقترب موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون في تشرين الاول 2022، ما يعني وجوب البحث عن الخلف خشية تكرار سيناريو الفراغ. أبرز المرشحين المحتملين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية. الا ان عملية الانتخاب واختيار الرئيس ليست بهذه السهولة في ضوء الانقسام السياسي العمودي والوضع الكارثي الذي تقبع البلاد في ظله اولا، وكلمة الخارج التي لطالما لعبت دورها في اختياره، لا سيما من الدول الوازنة على غرار الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وروسيا، التي وجد باسيل نفسه محروما من زيارتها ولقاء المسؤولين الروس خلافا لمنافسه فرنجية الذي كان له لقاء اخيرا مع وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف في استقبال عارم، ما بدا وكأنه رسالة حملت إشارات رئاسية روسية وتعبير الروس عن الاهتمام الواضح بالزيارة والحرص على التشاور مع فرنجية حول الأوضاع اللبنانية، مؤكدين حرصهم على متانة العلاقات التي تربط بين البلدين رغم بعض التشجنات التي طالتها بعد البيان الذي عبّر عن موقف لبنان من الحرب الروسية-الأوكرانية.

وتنقل مصادر دبلوماسية لبنانية مطّلعة على الموقف الروسي واللقاء مع فرنجية أن الروس قدّروا عالياً الزيارة في هذا الوقت وكالعادة استقبله لافروف واستضافه بوغدانوف رسمياً إلى الغذاء، واصفةً المحادثات بأنها جيّدة جدّاً.

الروس، رغم أنّهم لا يسعون إلى التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، إلا أنهم يرون في فرنجية شخصية أساسية مطروحة لتولي رئاسة الجمهورية، وفق المصادر نفسها، التي تشرح أن السبب هو تمتّع رئيس “المردة” بعلاقات عربية ودولية بالتوازي مع العلاقة الجيّدة التي تربطه بمحور الممناعة، في حين لا يمكن لعلاقات لبنان إلا أن تكون متوازنة بين الشرق والغرب، إلى جانب ضرورة أن تكون جيّدة مع المجتمع العربي لا سيما دول الخليج. هذا إلى جانب طروحات فرنجية وتقييمه للأمور بشكل يتوافق مع الرؤية الروسية. فآراء الطرفين تتلاقى، لا سيما لجهة اساليب معالجة الأزمة اللبنانية وإخراج البلد من وضعه الحالي.

كذلك، يرى الروس حاجة لبنان إلى أن يكون رئيس الجمهورية المقبل شخصية جامعة لمختلف الأطراف، ويعتبر الروس أن هذه المواصفات موجودة لدى فرنجية، لا باسيل الذي لا يحظى بالرضى لا داخلياً ولا خارجياً.

واذ تشير الى ان لا زيارات مرتقبة لمسؤولين لبنانيين آخرين إلى روسيا في المدى المنظور، تؤكد في المقابل ان ايا من المسؤولين الروس لن يزور لبنان حالياً.

Exit mobile version