سلامة يواجه “المصيدة” الأوروبية غداً: استجواب بمئة سؤال

فيما ينشغل اللبنانيون بملامسة الدولار الأميركي عتبة المئة ألف ليرة للمرة الأولى، تستمر التحضيرات داخل قصر العدل ببيروت تمهيداً لجلسة استجواب حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، غداً في الخامس عشر من آذار.

فصباحاً، اجتمعت الوفود الأوروبية بقاضي التحقيق الأول، شربل أبو سمرا، المسؤول عن ملف رياض سلامة في القضاء اللبناني، وذلك للاتفاق على الأسئلة التي ستُطرح يوم غد الأربعاء على حاكم مصرف لبنان، خلال جلسة الاستماع له في تمام العاشرة صباحاً.

التحضيرات الأوروبية

هذا وكان القاضي أبو سمرا قد قرر إرجاء جلسة التحقيق اللبناني مع سلامة للتحقيق معه كمدعٍ عليه، وتنفيذ الإستنابات القضائية الأوروبية التي طالبت الجانب اللبناني باستكمال تحقيقاتها في ملف حاكم مصرف لبنان.

لذا، بدأت التحضيرات لجلسة الاستماع لسلامة، حيث زارت الوفود الأوروبية صباح اليوم مكتب القاضي أبو سمرا، لتحديد الأسئلة التي سيطرحها أبو سمرا خلال استجواب سلامة، شريطة أن تتلاءم هذه الأسئلة مع القانون اللبناني وتتماشى معه.

وفي التفاصيل التي حصلت عليها “المدن”، ستضم جلسة الاستجواب الأوروبي يوم غد القاضية الفرنسية أودي بوريزي، التي ستمثل القضاء الفرنسي واللوكسمبورغي معاً، وقنصلاً ألمانياً. وحسب معلومات “المدن”، فإن ممثل القضاء البلجيكي الذي راسل القضاء اللبناني طالباً الحضور إلى بيروت للاستماع لسلامة، لم يصل حتى الساعة، ولا معلومات تؤكد مشاركته في الجلسة أم لا.

لائحة أسئلة طويلة..

هذا وأكد مصدر قضائي رفيع لـ”المدن”، أن الوفد الفرنسي قدّم للقاضي أبو سمرا حوالى مئة سؤال لطرحها على سلامة. لذا ستمتد جلسة الاستماع إليه لحوالى ثلاثة أيام متواصلة، للرد على جميع الأسئلة. فلن تستطيع الوفود الأوروبية إنهاء استجوابه خلال يوم واحد، وفي جلسة واحدة فقط.

وتابع المصدر لـ”المدن”، أن الجلسة ستضم مترجمين اثنين، للقيام بترجمة أقوال سلامة للوفود الأوروبية، وفور انتهاء الاستماع إليه، ستحدد الوفود الأوروبية إن كانت بحاجة لتمديد زيارتها بهدف استجواب شقيق رياض سلامة، رجا سلامة، ومساعدته ماريان الحويّك، وذلك قبل إصدار التقارير والإجراءات اللازمة بعد انتهاء ملف تحقيقاتها.

حماية أمنية مشددة

وهنا يتكرر السؤال نفسه: هل سيحضر رياض سلامة جلسة الاستماع؟ الجواب نفسه: لا أحد يعلم. فالمصادر لا تزال تنقسم بين من تؤكد حضور سلامة بسبب عدم قدرته على التغيّب عن التحقيقات الأوروبية، وبين من ترى أن سلامة لن يقترب من قصر العدل ببيروت مخافةً من توقيفه.

في حين أكدت مصادر قضائية رفيعة لـ”المدن” أن سلامة سيحضر غداً. وسيستعين بمحام فرنسي وآخر لبناني، وبرفقة حماية أمنية مشددة تتيح له الدخول والخروج والتنقل كيفما يشاء. هذا وقد جرى تداول بعض المعلومات أن عناصر أمن الدولة هي التي ستقوم بحماية رياض سلامة.

وبالرغم من أن بعض المصادر جزمت حضوره، إلا أن الأمر لا يزال ضبابياً، ولا يمكن التنبؤ بما سيحصل غداً.

داخل قصر العدل، عاد الهمس مجدداً حول جلسة الاستماع لسلامة وحساسيتها. فماذا سيحصل في حال قررت القاضية غادة عون إصدار مذكرة توقيف بحق سلامة لحظة حضوره إلى قصر العدل؟

وكان الجواب سريعاً. إذ اختصر مصدر قضائي رفيع لـ”المدن” هذا الجدل الحاصل، واكتفى بالقول “في حال حضر سلامة غداً، لن يتمكن أي جهاز أمني من الاقتراب منه أو توقيفه”.

ما يعني أن الحماية الأمنية جاهزة ومستعدة، ومن الممكن أن يكون القضاء اللبناني قد أبلغ سلامة بأنه سيتكفل بحمايته ويمنع التعرض له. ويعني هذا، أن سلامة قد يحضر في حال تم الاتفاق على هذه التفاصيل!

زر الذهاب إلى الأعلى