سيناريو احتفاظ الممانعة بالأكثرية،

يمارس الحزب الفارسي ضغوطاً هائلة على أبناء بيئته، على المؤيدين للمشاركة بكثافة على الرغم من تأييدهم للحزب سياسياً ومعارضتهم له إنمائياً وبشكل خاص على العشائر لعدم تشكيل لوائحهم المقابلة للائحة الثنائي في دائرة بعلبك-الهرمل، وعلى المعارضين له بالمطلق بالضغط عليهم لسحب ترشيحاتهم، كما تدخّل لتثبيت ترشيح جميل السيد وسحب ترشيح البعثي الآخر علي حجازي من أجل وحدة الصف، أو الخط كما يسميه سليمان فرنجية…

الأكثرية والأقلية النيابية لا يمكن حسمهما قبل إعلان نتائج الإنتخابات، وبعيداً عن الشعبوية والإنتصارات الوهمية والحروب النفسية، فالإحتمالات متعادلة في الإتجاهين، وفي حال نجاح الممانعة فلا حاجة للتحليل حول المآل الذي سيبلغه سوء الأحوال، فالنتائج واضحة أمامنا والأزمات ماثلة في يومياتنا وستكون إلى ازدياد فالحلول لم تعد في متناول هذه المنظومة حتى لو أرادت الحد من التدهور فهي لن تستطيع تجاوز انعدام ثقة المجتمع الدولي ومؤسساته بها لمساعدتها في طرح الحلول وتطبيقها، وما لم تستطع فعله بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف من ثورة “١٧ تشرين” المحقة، لن تستطيع فعله في السنوات الأربع القادمة من ولاية المجلس الجديد…

أما إذا خسرت هذه المنظومة الأكثرية، فإمكانات المعالجة تتعزز من دون أن نخدع أنفسنا بحلول سحرية وسهلة، مع فارق أن المعاناة مع هذه المنظومة تعني الغوص أكثر في المستنقع الذي نغرق فيه، أما مع الأكثرية فالمعاناة هي للخروج من هذا المستنقع وهي لن تكون أصعب من اليوم وليست بحاجة لعقود لمعالجتها، فالتجارب في عدة بلدان تؤكد أن التعافي يحصل خلال عامين لوقف الإنهيار وبدء المسار التصاعدي للنمو…

سلاح الحزب الفارسي شأن آخر، ولكنه بالتأكيد سيبقى في المستودعات، أو حصره في البؤر التي يسيطر عليها الحزب مباشرة.

Exit mobile version