سيناريو متخيل:

عندما يكون القائد حاقدًا، يجعل من أتباعه أنذالًا صغارًا.

أمس أطلقت النار ابتهاجًا بسقوط جزء من أهراءات مرفأ بيروت.

دخل الأب يعلق سلاحه الذي أطلق منه النار ابتهاجا بسقوط جزء من الأهراءات في مرفأ بيروت.

دخل الأب يمسح صورة ابنه الذي سقط في انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب.

الطفل: يا بيي ليش كنت ع بتقوص اليوم؟!

الأب: لأن هبطوا هوليك تبع القمح بالمرفأ.

الطفل: كم واحد مات؟!

الأب: لإجري إذا بيرجع حدا.

الطفل: بابا كم باقي يوم على ذكر انفجار المرفأ؟!

الأب وقد علق صورة ابنه: تلات أيام.

الطفل: ليش اليوم كان في دخان وغبرة كثير بالمرفأ؟

الأب: لأن سقط جزء من أهراءات القمح حبيبي.

الطفل: كم واحد مات؟!

الأب: الله لا يقدر..

الأب: سماع يا صبي! بس نطلع ع الضيعة بدي علمك كيف تقوص بالرشاش.

الطفل: ما بحب القواص.

الأب: كول خرا.. تعمرك شو خيخا!

الأب: سماع يا بابا! إذا متت قبل ما تظهر حقيقة اللي صار بالمرفأ، بتاخد صورة خيك وبتطلع تزورني بالمقبرة وبتضوي لي شمعة بس تظهر الحقيقة.

الطفل: بعيد الشر ع قلبك والله يرحم خيي.

الأب: الله لا يحرمني منك.

الطفل: يا بيي بتقلك الماما ما في خبز، روح دبر لنا كم رغيف لناكل.

الأب: عمركن ما تاكلوا يا حوش، منين بدي جيب لكم مصاري؟!

الطفل: بيع الرشاش وجيب لنا خبز!

الأب: طالع فالح لإمك. روح انقلع لعاب بالشارع.

الطفل: بابا كانت ماما ع بتقول ما في خبز لناكل؟!

الأب: لا تشغل بالك حبيبي، هلأ بنزل بجيب كم رغيف.

الطفل: بس إنت ما معك مصاري، كيف رح تجيب لنا خبز!

الأب: بابا لا تقلق ببيع حالي وبأمن لكم خبز.

الطفل: لا بابا.. بيع البسكلاتة تبعي وجيب بحقا خبز، وأنا ما بزعل وحياتك.

الأب: حبيب البابا.. روح إلعب ببسكلاتك بين ما جيب لكم خبز.

الطفل: يا بيي عرضوا ع التلفزيون ناس متظاهرين عند المرفأ ع بيصرخوا: بدنا الحقيقة.

الأب: خرا عليهن وع الحقيقة، نحن حاكمين البلد بالسرماية، والحقيقة تحت سرمايتنا.

الطفل: بابا علي إجرك خليني شوف الحقيقة.

الأب: حمار متل إمك. روح انقلع دق ع الجيران سألن إذا عندن رغيف خبز؟!

الطفل: سألتن، قال ما عندن، بس عندن رشاش متل اللي عنا معلق بالحيط.

الأب: وليه إنتي حمار بأربع ذينين، رشاشنا هدية من القائد.

الطفل: بابا عرضوا ع التلفزيون ناس ع بيصرخوا: بدنا خبز.

الأب: الله يكون بعون العالم بابا.

الطفل: بس كانوا حاملين سلاح، ليش ما ببيعوا السلاح وبيشتروا خبز؟!

الأب: بكرا بس تكبر بابا رح تفهم إنه السلاح بجوع صاحبه.

الطفل: معقول؟! كيف واحد معه سلاح وبحوع؟!

الأب: كان في دولة كبيرة كثير اسمها الاتحاد السوفييتي وكان سلاحها كثير كثير وقوي. جوعها سلاحها وخلاها تنهار وتفرط. وكثير دول متلها صار فيها هيك.

الطفل: يا بيي ع بقولوا السنة الجايي ما في مدرسة، شو رح اعمل أنا؟!

الأب: ليش إنت يا فالح طالع منك شي؟! خرا المدارس.. بتنقبر بتنزل تمسح سيارات بالشارع وبتسكر تمك.

الطفل: بس أنا بحب المدرسة.

الأب: حبك برص يا بهيم، مستقبلك تحمل سلاح تتعيش!

الطفل: كمان جيرانا اللي فوق عندن رشاش، بس ما عندن خبز.

الأب: انقلع من وجهي.

الطفل: بابا ع بقولوا يمكن ما يصير مدرسة السنة الجاية، شو رح أعمل أنا؟!

الأب: بابا إذا ما صار بتعاون أنا وماما ع تعليمك بالبيت، منأمن الكتب من حدا، ومندرسك كل يوم ساعتين ثلاثة، حتى الله يفرجها.

الطفل: بس هيك بتتعب كثير انت وماما.

الأب: بابا نحن عايشين كرمالك، المهم ما تضيع عليك معلومات اخذوها الأطفال اللي بعمرك.

الطفل: وأنا كمان برجع بقرأ وحدي اللي تعلمتن تظل متذكر منيح.

الأب: الله يرضى عليك.. مستقبلك بالمدرسة والعلم يا بابا.

بعد عشرين عاما.

الأب لابنه: بدي منك تتعلم، وتطلع متل الحكيم اللي باخدك لعنده…

الطفل: وليش انت ما تعلمت متله، وهو من عمرك؟!

الأب: كله من سلاح جدك.

Exit mobile version