سُلطة تُسابق الرحيل

يبدو واضحاً أن عصابات السلطة تسعى إلى إسقاط كل الجسور خلفها، على قاعدة “من بعد حماري ما ينبت حشيش”، لذلك تقوم بإعداد تشكيلات دبلوماسية وتعيينات على مستوى سفراء وقناصل في مختلف دول العالم، من داخل وخارج ملاك وزارة الخارجية، كل ذلك قائم على تقاسم الحصص والأسماء بعيداً من الكفاءة، بل إستناداً إلى عاملين: الولاء والإنتماء. وما إعادة تعيين اللواء طوني صليبا المطلوب الى العدالة، بعد تقديم استقالته، سوى خير نموذج عن نمط تعاطي هذه السلطة الفاجرة ومستوى الكيد الذي تتمتع به.

هذا عدا عن السعي ليل نهار إلى إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة واستبداله بأحد الأزلام الممانعين للإطباق على القطاع المصرفي والمالي، بعدما تمّت السيطرة على كل مفاصل الدولة ومؤسساتها ومعابرها، والأهم على قرارها الذي بات مسلوباً…

لبنان على عتبة انتخابات نيابية بعد أقل من شهر ونصف الشهر، ما يعني على مشارف إنتاج وتكوين سلطة جديدة تكون لها الصفة الشرعية والمشروعية للقيام بمثل هذه الخطوات، وتتحمل مسؤولية هذه التعيينات، وليس ان تقوم بها سلطة ساقطة، فاقدة للشرعية تحزم حقائب الرحيل، كي لا نقول نصفها على باب القبر ونصفها الثاني بات تحت التراب…

فإلى متى ستبقى سمة هذا العهد هي الجشع السلطوي وكسب المناصب مقابل الإطاحة بكل مرتكزات الدولة وضرب الأعراف عرض الحائط؟

لا يا فخامة الرئيس المُعظّم، إن الهيكل يتهاوى فوق رؤوس اللبنانيين وانتم تساعدون في إسقاطه بدل أن تبادروا إلى تدعيمه وتثبيته ومنع التمادي بزيادة أضرار من هنا تشوّهات من هناك…

مناشدة قد تلقى آذاناً صاغية، هذا إن كان من ضمير لا زال حياً لسلطة غاصبة، وإلا فإننا نستحلفها برحمة ضميرها الميت أن تكفّ هدم ما تبقى من لبنان الوطن والدولة والمؤسسات… والسلام

زر الذهاب إلى الأعلى