شجرة الله لا تحترق
شجرة الله لا تحترق، وإن أحرقت. هي في الأرض ميلادٌ وقيامة. ولصوصُ اللّيل يعميهم ضوء الله، لذا يفرّون إلى حيث الظّلام.
هي شجرة لكنّها لم تنبت من تراب. نبتت في السّماء تراباً يقدّس التّراب. نبتت وتظلّ. من إيمان لا يناله حقد الضّعيف. إيمان يباهي التّاريخ والأيام.
إيمان يرهق العاجز، ذاك الّذي يفشلُ حيث ينبغي أن ينجحَ، فيصوّب قسوته وسواده صوب الجمال والمحبّة.
هم أرادوا صلب المسيح من جديد، وإن بعد ألفين وأكثر من سنين. يؤرّقهم أن يولد في الأرض سلاماً وضياءً ومحبّة. وأن يرقصَ الأطفال حول أشجاره كالفراش في الرّبيع.
هي ليست شجرة، هي سلّم الجائعين إلى فرح اللّقاء. مذ ألفين وأكثر يشيّدونها بأكفّ وقلوب ما ملّت الرّجاء.
هي لن تحترق! هي ظلّ المحبّ المرتجى. هي شجرة يظلّل فيؤها كلّ الّذين تعبوا، وما توقّفوا عن المسيرة والنّداء: “يا رب اغفر لهم. فإنّهم لا يعرفون ما يفعلون”.