شخصيّةٌ تُصادفونها يوميًّا… ما لا تعرفونه عنها!
عندما نقول “مُتلازمة المحتال”، يتبادر سريعاً إلى الأذهان مفهوم الإحتيال، إلا أنّ الحقيقة عكس ذلك تماماً.
تُعرّف الدكتورة في علم النفس العيادي والمعالجة النفسية والأستاذة الجامعية رنا حداد “مُتلازمة المحتال” أو ما يُعرف بالـimpostor syndrome عندما يشعر الانسان بعدم الكفاءة وقلّة الثقة بنفسه وقدراته ومهاراته، رغم النجاحات الأكاديمية والمهنية. ويصبح هناك صراع بين نظرة الشخص للآخرين والطريقة التي ينظر فيها لنفسه.
ولمواجهة هذا الشعور يميل الشخص الذي يُعاني من “مُتلازمة المحتال” الى العمل أكثر من اللازم ليثبت أنه يستحق نجاحه. وهذا ما يشعره أنه يستحق المنصب الذي هو فيه، وبالتالي يُخفف شعوره بالذنب بما أنه يرى نفسه يخدع الناس من حوله. ومع ذلك، هذه الطريقة في التعامل مع هذا الشعور ليست كافية وتعزّز أو تُغذّي الاضطراب أو المتلازمة، وعلى المدى الطويل يؤدي هذا السلوك الى حالة من القلق والشعور بالذنب وفي بعض الأحيان الاكتئاب.
وعن الأسباب، تُشير حداد في حديث لموقع mtv الى أنه “يمكن العودة الى مرحلة الطفولة عندما لم يُعط الأهل الثقة الكافية لولدهم ويقومون بالأمور مكانه أو يُساعدونه كثيراً أو بالعكس، واعتبار الولد مُستقلاً في عمر مُكبر جداً ويسمحون له بالقيام بالأمور مُنفرداً ويلومونه اذا لم يفعل الأمور مثلما يُريدون. وبالتالي يوضع الطفل في حالة فشل مُستمرّة. وهذا الوضع المتكرّر في حياته اليومية في مرحلة الطفولة يجعله يشعر عندما يصبح راشداً بأنه ليس كافياً ويشك بنفسه وبأنه ليس في المكان المناسب. بالاضافة الى القيم في المجتمع التي تعزّز روح المنافسة عند الشخص والأداء وتعزّز المتلازمة، الى جانب عدم الثقة بالنفس حيث يشك بنفسه ويكون قاسياً ويشك بقدرته على النجاح، ويعطي أهمية لنظرة الآخر له لأنه يعتبر أنه يحكم عليه مثلما هو يحكم على نفسه”.
وتظهر هذه المتلازمة في طرق عدة: “نرى الأشخاص الذين يكونوا كماليين ويفتشون على الكمال في حياتهم، بحيث أن أي خطأ يحسّسهم بالفشل والنجاح اذا وصلوا اليه يشعرون أنهم لا يستحقونه. وهناك أشخاص يرفضون أي مساعدة أو سند من قبل الآخرين لأنهم يعتبرونه ضعفاً أو فشلاً، وبالتالي يعزّز نظرتهم السلبية عن أنفسهم. وآخرون يعتبرون أن عليهم أن يعرفوا كل شيء وأي مشكلة يواجهونها عليهم أن يتخلّصوا منها من دون مساعدة، واذا فشلوا بذلك يشعرون بالخجل وبانزعاجٍ كبير”.
بالنسبة الى العلاج، تُشدّد حداد على أنه من المُهم أن يتعرّف الشخص على مشاعره السلبية ويحاول أن يفهمها ويتفادى المقارنة الدائمة مع الآخرين، مما يساعده على الشعور بالراحة مع نفسه أكثر، كما يُمكن استشارة أخصائي أو مُعالج نفسي للتعرّف على أسباب المُتلازمة وتعزيز ثقته بنفسه ومعرفة كيف يتعامل مع هذه المتلازمة بطريقة أخرى.