شمولية الثنائي الشيعي هي المشكلة
يحاول الجناح السياسي للثنائي الشيعي الترويج لمقولة أن عدم اتفاق المسيحيين هو السبب في خسارة المسيحيين لمواقعهم في السلطة، وطبعاً المعنيين هما القوات اللبنانية والتيار العوني، فيما الحقيقة بعيدة كل البعد عن هذا الإدعاء…
الواقع يؤكد أن كافة مؤسسات الدولة رهينة لدى الثنائي الشيعي الذي يمسك عن غير حق بمصدر السلطات ويمنع انتخاب رئيس للجمهورية الذي يشكل رأس الهرم في السلطة التنفيذية وبالتالي يمنع تشكيل حكومة جديدة وتعيين حاكم لمصرف لبنان وقائد للجيش ورئيس الأركان وهلم جرّاً…
أما محاولة رمي المسؤولية على المسيحيين فثبت زيفه بالدليل الملموس في عهد ميشال عون، وبأن أي اتفاق بين المسيحيين من دون اتفاق وطني شامل لا يمكن أن يؤدي لا إلى تحسين وضع المسيحيين في السلطة ولا إلى تحسين وضع لبنان واللبنانيين، فالمسألة ليست خلاف مسيحي بل خلاف بين طرف سيادي، نزيه وشفاف وطرف فاسد ومرتهن لمن يؤمن له مصالحه الضيقة مقابل إحكام قبضة الثنائي الشيعي على مفاصل الدولة والإمساك بالقرار الداخلي والخارجي…
وعلى عكس ما يدّعيه الثنائي الشيعي فإن الخلاف المسيحي يبقي القوات اللبنانية الأمل الوحيد في إنقاذ لبنان في ظل الإنكفاء المؤسف للطوائف الأخرى والإبتعاد عن الشر، وهنا نسأل أهل السنة والدروز والشيعة الأحرار عن رأيهم في حقوق طوائفهم وهل يعتبرون أن السلطات المنوطة بهم بخير ووحدها المناصب المسيحية بخطر؟
خلاف المسيحيين قمة في الديمقراطية والإحتكام إلى الشعب، المشكلة الحقيقية هي في اتفاق الشيعة الشمولي الذي يخنق الرأي الآخر في جميع الطوائف.