على مسافة أقل من شهر على موعد الانتخابات النيابية المقررة في الخامس عشر من أيار، رفع الحزب وتيرة خطابه التخويني الذي اعتاد استعماله في التحريض بغية تأمين فوزه بالأغلبية النيابية للإمساك دستورياً بكل مفاصل البلد، والحاقه بالكامل بالمحور الإيراني، فيما في المقابل تخوض القوى السيادية معركة الإبقاء على الحد الأدنى من التوازن الذي يمنع الحزب من إحكام السيطرة على القرار الوطني.
وقد شكلت إطلالة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط على الاغتراب التي نقلتها جريدة “الأنباء” الإلكترونية رسالة واضحة لكل اللبنانيين مقيمين ومغتربين بأن المعركة الإنتخابية هي بين القوى السيادية والقوى التي تسعى لضرب ما تبقى من قرار سيادي، مشيرا إلى أن الأمور باتت واضحة بأن المحور السوري – الإيراني ضد ما تبقى من القرار الوطني المستقل في المختارة وغير المختارة، مؤكدا أن المستهدف هو كل اللقاء الديمقراطي، والمعركة ليست معركة تيمور جنبلاط بمفرده، بل معركة كل القرار الوطني العربي السيادي المستقل.
وأمل جنبلاط من عودة السفيرين السعودي والكويتي بعودة الخليج والقيام بحركة التوازن كي لا نبقى تحت سيطرة الإيراني والسوري، ورأى أن الأزمة طويلة وقد تكون مفتوحة، لكن الموضوع يعود إلى جدية عمل الحكومة بالنسبة للموافقة على البروتوكول مع صندوق النقد الدولي، معتبرا أن الإتفاق الأولي غير كاف في حال لم يترجم عملياً في موافقة المجلس النيابي الحالي، داعيا إلى تحرير سعر الصرف بالتوازي مع الاتفاق مع صندوق النقد، وشدد على أنها فرصتنا الأخيرة والمطلوب “الكابيتال كونترول” ومعالجة ملفات الكهرباء والاتصالات وقطاع المصارف.
في هذا الوقت واصل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط جولاته على القرى والبلدات الشوفية، مشددا على أن المعركة هي بوجه من يريد الغاء الجبل والهيمنة على الوطن، وقال: “سنخوض المواجهة في الانتخابات كي نسترد الدولة التي خطفها الحزب وإيران و(الرئيس) ميشال عون. لقد تمكّنا من خوض المعارك الواحدة تلو الأخرى من أجل الكرامة والعيش المشترك. وما لم يأخذوه منا في زمن الحرب لن نسمح لهم بأخذه بطريقة ثانية”، ورد النائب جنبلاط على الذين يخوّنون بالسؤال: “أين كنتم يوم استشهد كمال جنبلاط لأجل السيادة؟ وأين كنتم حين أسقط وليد جنبلاط اتفاق ١٧ أيار؟ وأين كنتم عندما فتح رجال جيش التحرير الشعبي طريق الجنوب؟”.
وبنفس التوجه جاءت دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في قداس الفصح المجيد للمشاركة الكثيفة بالانتخابات لتغيير الأكثرية القائمة التي ورطت لبنان بمشاكل المنطقة وسلخته عن محيطه العربي.
المرشح في لائحة “الشراكة والإرادة” عن المقعد الكاثوليكي فادي معلوف في حديث مع “الأنباء” الإلكترونية، أشار الى أن المعركة في دائرة الشوف عاليه صعبة، فالتيار الوطني الحر يعتبر معركة المقعد الكاثوليكي معركته، لكن المهم رأي الناس، و”بالمقابل نحن نقوم بما يلزم في حزب الوطنيين الأحرار لكي يكون النصر حليفنا، لأن معركتنا هي معركة الشراكة الحقيقية ومعركة المصالحة والعيش المشترك، وليست معركة الهيمنة والارتهان للآخر”. وردا على سؤال، لفت إلى أن “الحزب يستهدف كل لبنان وليس الشوف وعاليه فقط، وكل همه أخذ لبنان رهينة، ولهذا السبب دعا البطريرك الراعي الى المشاركة الكثيفة في الانتخابات لاستعادة الاكثرية منعا لسقوط لبنان ولهذا السبب يشدد على الحياد لأنه يريد السيادة”.
توازيا أشار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب شوقي الدكاش عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أن البطريرك الراعي لا يتدخل في السياسة، وهو يتحدث عادة بالعموميات وهواجس الناس والخطر على الوطن وعلى الهوية، مشيرا إلى أنه كان لبكركي دور أساس في الدفاع عن لبنان ولهذا السبب يطلب من رعاياه تحقيق هذا الهدف، لأن ثمة خوفا عند الناس من تغيير وجه لبنان. وأضاف الدكاش: “بكركي تمثل حالة وطنية وضمير اللبنانيين، وهناك رأي عام يتاثر بموقفها”، ورأى أن “هذا الامر يتوقف على الثواني الخمس التي يسقط فيها الناخب ورقته في صندوق الاقتراع، والراعي تحدث بكل وضوح. وقال للبنانيين الأمر بأيديكم، فإما ان تنقذوا بلدكم او تضيعونه”.