مع انطلاق العد العكسي لقطار الإنتخابات النيابية برزت في الأسبوعين الماضيين حملة استهداف سياسية طالت شخصيات وقيادات رفيعة في التيار الوطني الحر عنوانها إسقاط نواب الصف الأول في التيار.
من دائرة المتن الشمالي بدأت التسريبات تستهدف خردقة لائحة التيار وبث أخبار عن حذر بين أعضاء اللائحة العونية وتناتش أصوات متوقع بين ثلاثي” الياس بوصعب إبراهيم كنعان وادي معلوف” وجرى تركيز المعلومات على ان التيار ضامن لحاصلين فقط مما يحتم سقوط المرشح الثالث وجرى أيضا تسويق معركة المتن بأنها” كاثوليكية”تنحصر فقط بين أدي معلوف وملحم الرياشي وان التيار اتخذ قرارا بالتصويت لمعلوف بهدف الإطاحة بمرشح القوات ملحم رياشي علماً بأن ذلك شبه مستحيل عملياً لأن للقوات حاصلاً مضموناً.
هذه التسريبات انتشرت في الكواليس الإنتخابية وخلقت ارباكا في صفوف التيار وحالة حذر لدى المرشحين يجري العمل كما تقول المعلومات على ازاحتها اذ تبين انها تؤدي الى ضرب التضامن بين أعضاء اللائحة التي تعتمد على مرشحين أقوياء لهم تاريخهم المتني، فالنائب والوزير السابق بو صعب يشكل حالة خاصة لما راكمه من حضور وازن وخدمات خلال ولايته النيابية، فيما النائب ابراهيم كنعان يعتبر رقما صعبا في المعادلة المتنية منذ العام ٢٠٠٥ حيث حلّ اولاً على قضاء المتن مرتين و تصدّر الإنتخابات التمهيدية للتيار.
لائحة التيار ضمت في دورة الـ ٢٠١٨ النواب كنعان وبوصعب وادي معلوف وكان هناك تباعد في الأصوات بفعل التوزيع الذي اعتمد حينذاك بين كنعان الذي حصل على٧١٧٩ وبوصعب ٧٢٩٩ والنائب ادي المعلوف عن المقعد الكاثوليكي الذي حصل على ٥٩٦١.
المعركة في المتن الشمالي أساسية للتيار بالنسبة الى حجم أصواته وعدد مقاعده لأنه فاز بثلاثة نواب وحليف هو النائب هاغوب بقرادونيان وخاض مواجهات سياسية قاسية أثبتت حضورا فاعلاً في المجلس النيابي ووازناً على مستوى الدائرة.
ما يحصل في المتن شبيه بالحملة التي تحاصر النائب زياد أسود في جزين عندما قيل أنه حسم ترشحه بالقوة على اثر الخلاف الذي اتسعت رقعته مع النائب السابق أمل ابو زيد في شأن الترشح معا على لائحة واحدة قبل ان يحضر الاثنان جنبا الى جنب حفل إعلان مرشحي التيار الأحد الماضي وحيث تستمر الأخبار بملاحقة العلاقة الملتبسة بين النائب أسود وزميله على متن اللائحة وسط تضارب معلومات عن احتمال حصول التيار على حاصل واحد للائحة ما يعني امكانية التضحية بأسود.
زياد أسود وابراهيم كنعان وسيمون ابي رميا والان عون، نماذج عن حالات عونية متجذرة شقوا طريقهم في مناطقهم وتنتظرهم معارك إنتخابية قاسية فاسقاط كنعان وأسود مسألة حيوية وسقوطهما في انتخابات ٢٠٢٢ يشكل عنوانا جذابا لأخصام التيار وللمجموعات التغييرية، لكن تخطيهما ايضاً عملية شائكة ومعقدة فهل تعي ذلك قواعد التيار؟