توافد المؤمنون صباح اليوم إلى في مسجد محمد الأمين في وسط بيروت لتأدية صلاة عيد الفطر المبارك، بعد نحو عامين على تفشّي جائحة كورونا التي قلّصت المشاركة في المراسم الدينية.
وأدّى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الصلاة عيد الفطر في المسجد إلى جانب الرئيس فؤاد السنيورة وعدد من الشخصيات السياسية السنّية، بعد توجّهه صباحاً إلى دارة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، واصطحابه لأداء صلاة العيد بمشاركة حشد من رجال الدين والمصلّين.
وحذّر دريان من “خطورة الامتناع عن المشاركة في الانتخابات ومن خطورة انتخاب الفاسدين”، معتبراً أنّ “الانتخابات هي الفرصة المتوافرة أمامنا لتحقيق التغيير”.
ودعا “ليكن همّ الناس منصب على التغيير الوطني والإنقاذ بدل الاندفاع نحو الهجرة”، مضيفاً: “لا أحد من الفاشلين يملك الجرأة على الاعتراف بما اقترفت يداه، بل إنّهم يصنّفون أنفسهم ملائكة ليعودوا، فحذار من أقوالهم المخادعة والمضلّلة”.
وتابع: “يبدأ العمل بانتخاب الصالحين في 15 أيار واللبنانيون قادرون على إعادة بناء وطنهم وترميم مؤسساتهم المتداعية، انطلاقاً من اختيار أعضاء المجلس النيابي الذي يُشكل مدخل الإصلاح المنشود. اليأس ممنوع لأنه استسلام للفشل والموت”.
وعن حادثة “زورق الموت” قال المفتي: “ما حدث في طرابلس لا يحدث للمرة الأولى والدولة من خلال عدم حرصها على الأمن المعيشي ساهمت بقصد أو بغير قصد بما حلّ بالناس من فقدان وآلام”.
وأضاف: “الجوع لا يُميّز بين الطوائف والمذاهب والمناطق وتجمعنا المعاناة من الأزمات المتفاقمة، وتوحّدنا الإرادة الوطنية لتغيير ما نحن فيه والخروج من هوّة الانهيار والفشل إلى ما نطمح لنكون عليه دولة رسالة تربطها الصداقة مع الأشقاء العرب”.
وختم دريان: “نحن لا نفتقر إلى الحكومة الساهرة وندرك تماماً ما يقوم به رئيسها نجيب ميقاتي من محاولات للنهوض بالبلد بل نحن نفتقد إلى القيادات العاملة والمتبصّرة التي تسعى لوضع الأمور في نصابها الصحيح”.
بدوره، تمنّى ميقاتي للبنانيين فطراً سعيداً و”أياماً مليئة بالصحة والعافية وراحة البال والبحبوحة”، مضيفاً: “كلنا ثقة بأنّ وطننا سيستعيد عافيته بأسرع وقت بتضافر جهود الجميع وتعاونهم الإيجابي، ولا خيار سوى هذا النهج”.