هل تتخيّلون أن يكون طبيبكم في يوم من الأيّام آلة؟ أو أن يقوم روبوت بإجراء عمليّتكم الجراحية؟ في لبنان طبعاً لا.. فحاليًّا حتى تخيّل الأمر صعب. إلا أنّ ذلك بات واقعاً في البلدان التي تدعم العلم والتطوّر.
“دافنشي” – da Vinci مثلاً، هو روبوت عالي التقنية يوفر دقّة ومهارة ورؤية ثلاثية الأبعاد. كما أنّه يُمكّن الجراحين من إجراء عمليات دقيقة ومعقّدة من خلال بضع شقوق صغيرة، بدلاً من إحداث جرح كبير للمريض. كذلك تمّ تطوير روبوت، CyberKnife، يستخدم لعلاج السرطان بجهاز علاج إشعاعي. أمّا Paro، فروبوت آخر هدفه تحسين نوعيّة الحياة أثناء التعافي من العمليّات الجراحيّة أو علاج الاكتئاب أو غيره.
إذاً، تساعد هذه الروبوتات الجراحين على تحقيق مستويات جديدة من السرعة والدقة أثناء إجراء عمليات معقدة. كما أنّها تسهم في تعافي المريض سريعاً، وتقلّص فرص الإصابة بعدوى، وتقلّل من الوجع وفقدان الدمّ.
هذا عالميًّا، أمّا في لبنان، فالأوجاع تتراكم على المرضى الذين خسروا كلّ شيء حتى الأطباء، تماماً كما فقدوا الدواء والعلاج. ولم يعد مستشفى الشرق من الأوائل، إذ تتقدّم المملكة العربيّة السعودية في هذا المجال بامتلاكها 10 روبوتات “دافنشي”، مع أكثر من 35 جرّاحاً مدرّباً.
وفي وقت يغزو الذكاء الاصطناعي بلدان العالم المتقدّمة ويحلّ في الكثير من الأحيان مكان الإنسان، يموت اللبنانيّون على أبواب المستشفيات. وإن كنّا مع أو ضدّ استخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، إلا أنّه لا يمكن إنكار الثورة التي أحدثها وأنّه نقل الطب إلى مرحلة جديدة. حتى أنّ آخر الأبحاث توصّلت إلى إعادة البصر إلى المرضى المكفوفين من خلال عين إلكترونيّة، وقد يكون هذا ما يحتاجه حكّام لبنان الذين يعمون أعينهم عن معضلات البلد وآلام المواطنين.
وبما أنّ هكذا سيكون مستقبل عالم الطبّ، فمن المفترض أن نبدأ بالاعتياد على أن يكون طبيبنا “روبوت”!