مازال ميزان الطقس الانتخابي في لبنان، غير مستقر، والانقشاع أقل وضوحا، والحرارة متقلبة بين حار ومعتدل، رغم الاقتراب المتسارع من استحقاق 15 أيار.
فرقاء الحكم والممانعة يمارسون أقصى الضغوط المعنوية والإغرائية على الناخبين في دوائرهم كما على المنافسين الذين تجرأوا على منافستهم في صناديق الاقتراع، وسط مخاوف من تطيير الانتخابات بأجنحة الفوضى الأمنية الجاهزة غب الطلب.
والنماذج متعددة، وآخرها ما حصل في بلدة الصرفند الجنوبية الواقعة ضمن دائرة نفوذ ثنائي «الحزب» و ««أمل» حيث أقدم مسلحون، تابعون لحركة «أمل»، على منع إطلاق لائحة انتخابية منافسة للائحة الثنائي في الدائرة الجنوبية الثانية (صور والزهراني) تحمل اسم «معا للتغيير» وتضم أربعة مرشحين من الحراك المدني، رجلان وسيدتان، وأقفلوا بوجههم طريق الوصول إلى مقر الاجتماع في صالة الوادي في البلدة، كما منعوا الأهالي من الدخول بإطلاق النار في الهواء وبرشق الحجارة، وقال د.هشام الحايك احد اعضاء اللائحة: حاولنا أن نكون في سباق انتخابي ديموقراطي، فتبين لنا أنه لا ديموقراطية، وتوقف المرشح الآخر علي خليفة أمام ما وصفه بعدم تدخل عناصر الجيش والأمن المتواجدين في المكان، وقد جرى انسحاب أصحاب الدعوة من طريق خلفي.
وأصدرت حركة «أمل» بيانا نفت فيه علاقتها بالحادث، وأكدت بلدية الصرفند التزامها بالخيار الديموقراطي فيما أكد أعضاء اللائحة على ترشحهم.
ولاحقا، تبين أن تحرك عناصر «أمل» كان يستهدف منع المرشحة المحامية بشرى الخليل من الوصول إلى مكان الاحتفال وأن عناصر «أمل» يسجلون عليها تعليق يافطة انتخابية تقول فيها: «نعيش مرحلة الحسين ويزيد»، علما أن بشرى الخليل لم تحضر إلى المكان أصلا.
وامتدت التهديدات إلى الدائرة الجنوبية الانتخابية الثالثة (مرجعيون – حاصبيا) مستهدفة مرشحين، غير قواتيين، إنما تدعمهم «القوات»، وتجنبا لتفاقم الأمر، بادر د.سمير جعجع، رئيس «القوات اللبنانية»، إلى إعلان الانسحاب من هذه الدائرة الانتخابية لا ترشحا ولا اقتراعا، لأن ظروف المعركة لم تساعد على الإطلاق، وأضاف: «إذا كانت الانتخابات الحالية ستتشكل على هذا النحو. فإن الانتخابات المقبلة لن تكون كذلك».
ويبدو ان جعجع تجنب تأزيم الأمور أكثر مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في موقفه هذا، خصوصا بعد أن اعلن نائب جعجع، جورج عدوان، أنه إذا فاز بالانتخابات، فلن يسمي بري لرئاسة المجلس.
وفي البقاع الغربي وراشيا، لم يكن الوضع افضل، وان كانت عناصر التصادم مختلفة الهوية، فقد دعا النائب التقدمي الاشتراكي وائل ابو فاعور أهالي دائرة البقاع الغربي راشيا، إلى المشاركة الكثيفة في الانتخابات وهاجم رئاسة الجمهورية داعيا إلى «دفن العهد الأسود» في 15 مايو، كما دعا «بعض أهل الخارج الذين لم يتعلموا من التاريخ، إلى الكف عن إرسال أحصنة طروادة إلى لبنان».
وفي دائرة الشوف – عاليه حيث يتواجه مرشحو وليد جنبلاط برئاسة نجله تيمور، مع تحالف رباعي «الحزب» و«التيار الحر» وطلال أرسلان ووئام وهاب، لكن هذا الرباعي، المتناغم مع السياسة السورية، لم يتوافق حتى اليوم على مكان موحد لإقامة مهرجانه الانتخابي الرئيسي، فالنائب طلال ارسلان الذي يعتبر نفسه رأس هذا التحالف يطرح إقامة المهرجان في عاليه، حيث عقر داره انتخابيا، ووئام وهاب له وجهة نظر مختلفة ومثله جبران باسيل الذي يريد أن يكون المهرجان ضمن نطاق بيئته السياسية، علما ان ثمة معلومات تشير الى أن باسيل طلب دعوته إلى دمشق، فأجيب بأن ذلك قد يكون ممكنا بعد الانتخابات.
الصدامات الانتخابية في كل مكان، وقد كانت لبيروت حصتها امس، عندما شهد فندق الريفييرا، سلسلة اشكالات بين حشود المواطنين وبين العناصر الأمنية أثناء التحضير لإطلاق لائحة «نعم بيروت» داخل إحدى قاعات الفندق، لاسيما بعدما حاول عدد من المواطنين اقتحامه عنوة وحطموا زجاج المدخل بهدف ملاقاة «الكينغ رولو ديكس»، وهو اسم حركي لثري من آل فواز، مشهود له بتوزيع الأموال لكل راغب أو محتاج، وقد توقعه الكثيرون داخل قاعة اعلان اللائحة التي تضم والده ياسين قاسم فواز، إلا أنه تبين لاحقا أن «الكينغ» كان خارج القاعة.