ساعات معدودة وتفتح صناديق الاقتراع في دائرة بعلبك – الهرمل لتبدأ المنازلات الانتخابية النيابية غداً. ضجيج الانتخابات يخرق هدوء الدائرة وقد نشطت الاستعدادات اللوجستية في الساعات الأخيرة إذ بدأت صباح اليوم عملية توزيع صناديق الاقتراع والقرطاسية والعوازل اللازمة في مركز اتحاد بلديات بعلبك على 587 قلماً ضمن 170 مركز اقتراع تحت إشراف محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر الذي واكب ميدانياً العمل، برفقة فريق من المحافظة تولى التدابير التنظيمية، منذ الساعة السابعة صباحاً.
وأبدى خضر رضاه عن عملية التسليم والآلية التي تتمّ فيها لجهة المكان المعتمد حيث تتوافر في باحته مواقف للسيارات، وسعته أتاحت حرية الحركة لرؤساء الأقلام لاستلام صناديقهم من دون أي عائق.
ووضعت القوى الأمنية في حال تأهب لتبدأ في السادسة مساء اليوم القيام بعملية انتشار في محيط مناطق الاقتراع، بناءً على الخطة الموضوعة من قبل وزارة الداخلية على أن تنهي انتشارها قبل السادسة من صباح غد.
الأجواء لا تزال حتى الساعة منضبطة، قبل أن تدور معركة انتخابية ضارية يقود أولى لوائحها لائحة “الحزب” و”أمل” وحلفائهما المكتملة تحت عنوان “الأمل والوفاء” في مواجهة لائحة أخرى غير مكتملة إثر انسحاب ثلاثة مرشحين شيعة منها لصالح المقاومة وهي “بناء الدولة” المدعومة من حزب “القوات اللبنانية” الذي يحاول الحفاظ بكلّ قوته على المقعد الماروني ويقود اللائحة المعارض الشيعي الشيخ عباس الجوهري.
أمّا اللوائح الثلاث المتبقية فهي: لائحة “مستقلون ضدّ الفساد”، لائحة “العشائر والعائلات للإنماء”، و”قادرين”، وتضمّ هذه اللوائح غير المكتملة إليها أطرافاً أخرى من المعارضة المسيحية والشيعية والسنية وبعض ثوار 17 تشرين ومستقلين.
الواقع الانتخابي في دائرة البقاع الثالثة بعلبك – الهرمل بالأرقام
يبلغ عدد الناخبين 341 ألفاً و263 ناخباً، من بينهم 251 ألفاً و417 ناخباً شيعياً، 46 ألفاً و127 ناخباً سنّياً، 23 ألفاً و960 ناخباً مارونياً، 19 ألفاً و467 ناخباً من الروم الكاثوليك، بالإضافة إلى 291 ناخباً من الأقليات. ومن المقرّر أن يختار هؤلاء عشرة نواب تتوزع مقاعدهم كالآتي: 6 شيعة، سنّيان، مارونيّ، وكاثوليكيّ.
ويتنافس على المقاعد هذه 35 مرشحاً من بينهم سيّدتان، ويتنافس على المقاعد الشيعية الستة 21 مرشحاً. وتدور المعركة على المقعدين السنّيّن بين 8 مرشحين، وعلى المقعد الماروني بين ثلاثة مرشحين، وعلى المقعد الكاثوليكي بين أربعة مرشحين.
في المقابل، تعيش الماكينات الانتخابية العائدة للمرشحين استنفاراً عاماً وشاملاً، خصوصاً منها ماكينات اللوائح الأساسية التي اندفعت بسرعتها القصوى استعداداً للمنازلة الكبرى في المعركة التي يراها الجميع الأقسى والأشد حماوة بين مختلف المعارك الانتخابية السابقة منذ العام 1992.
وأمام هذا الغبار المرتفع من صخب المشهد الانتخابي ومقاطعة الأغلبية من الناخبين السنّة، فإنّ الغموض وعدم القدرة على التكهّن بالنتائج مسبقاً أمر يقرّ به الجميع خصوصاً منهم المرشحين على اللوائح المتنافسة التي شهرت أسلحتها كافة لكسب السباق إلى مجلس النواب.