أدخل الثنائي الشيعي بجناحيه، لبنان، إلى غرفة العناية الفائقة. فجناحه السياسي، بقيادة الأخ الأكبر نبيه بري، أصاب لبنان بالشلل بإقفال مجلس النواب لعدم انتخاب رئيس للجمهورية والإبقاء على حكومة مغلوبة على أمرها، وهي بمثابة لاجئة سياسية عند الأستاذ. فيما تولى الجناح العسكري، فتح الجرح الجنوبي النازف والمفتوح على عدة احتمالات…
في المقابل، يعتقد الثنائي، أو يمنّ النفس بأن المعالجات التقليدية، سواء في الداخل أو على الحدود، لإعادة الوضع إلى ما كان عليه، هو في متناول اليد ورهن قرار سياسي يتخذه بري في الداخل، وقرار عسكري يتخذه نصرالله، فيتوقف النزف على الحدود. وهما مخطئان، واصطلاح الأمور بات بحاجة لعملية جراحية، بعدما أمعن الرجلان، الأستاذ والسيد، في ضرب أسس الشراكة، حتى في حدّها الأدنى، مما وضع اللبنانيين أمام تحدّي جدّي للاختيار بين الوحدة والحرية.
هذا الوهم الذي يروّج له الثنائي، بإمساكه بحدود وسقوف وشروط اللعبة، يدلّ على غباء الطغاة، وسيؤدي في نهاية المطاف إلى تواضع وتراجع دور الثنائي إلى مستوى الديك على مزبلته.