غزة ستدخل التاريخ كواحدة من أعنف حملات القصف
قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن الاحتلال الإسرائيلي استهلك كميات هائلة من الذخيرة في عدوانه على قطاع غزة المحاصر، واقترب الضرر الذي أحدثه الهجوم الإسرائيلي في أقل من 7 أسابيع، من الأضرار التي سببها القصف الشامل الذي دام سنوات على المدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية.
ضرر هو الأعنف
التقرير الذي أعده الكاتب جون بول للصحيفة، أشار إلى أن “دريسدن وهامبورغ وكولونيا، هي مدن تذكر أسماؤها بأعنف حملات القصف في القرن العشرين، وسيتم إدراج اسم غزة أيضاً كمكان تمت فيه أعنف حملات القصف التقليدية في التاريخ، حيث سويت أحياء بأكملها بالأرض”.
وأضاف “بحلول 4 كانون الأول/ديسمبر، كان حوالي 60% من المباني في شمال غزة قد تضرر بشدة، حسب تحليل بيانات الأقمار الاصطناعية، مما يعني تدمير ما بين 82 ألفاً و105 آلاف مبنى، رغم أن قصف الحلفاء ل61 مدينة ألمانية كبرى على مدار عامين، أدى إلى تدمير ما يقدر بنحو 50% من مناطقها الحضرية فقط”.
وقالت الصحيفة إنه في الأسبوعين الأولين من حملتها، استخدمت إسرائيل ما لا يقل عن ألف ذخيرة “جو-أرض” يومياً، في حين لم تستخدم الولايات المتحدة وقوات التحالف خلال الفترات الأكثر كثافة للحملة الجوية التي شنتها في الموصل بالعراق، أكثر من 600 ذخيرة أسبوعياً، كما أن وتيرة القصف سريعة جداً، بحيث يكون بين تحديد الهدف وضربه بغارة جوية أقل من 10 دقائق.
وقال المستشار العسكري لمنظمة “باكس” الهولندية والموظف السابق في البنتاغون مارك غارلاسكو إن حجم القنابل الذكية أو ما يسمى بذخائر الهجوم المباشر المشترك هائل للغاية، لدرجة أن الناجين من الانفجار قالوا إنهم يشعرون أنهم “ينزلقون على الأرض السائلة”، مؤكداً أن “غزة بكل المقاييس تتعرض لحملة عقاب مدنية شديدة، وسوف يُسجلها التاريخ كأعنف واحدة من العمليات التي تمت باستخدام الأسلحة التقليدية على الإطلاق”.
حجم قنابل هائل
وردّت الصحيفة بعض أسباب حجم الدمار إلى الذخائر التي تستخدمها إسرائيل، والتي من بينها قنابل ذات قطر صغير موجهة بدقة 250 رطل، وصواريخ “هيلفاير” الموجهة بالليزر وصواريخ “سبايك”، إلا أن من بينها أيضا “قنابل غبية” غير موجهة من طراز “إم 117″، وقنابل تزن 2000 رطل.
وذكرت الصحيفة، أن رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية بنيامين نتنياهو “كان صريحاً في التعبير عما تحتاجه إسرائيل لتدمير حركة حماس عندما قال لمجموعة من المسؤولين الحكوميين: نحتاج إلى 3 أشياء من الولايات المتحدة هي الذخائر ثم الذخائر ثم الذخائر”. وأضافت أن “نتنياهو الذي كان قلقاً من أن تقف الضغوط السياسية في الخارج أمام شحنات الأسلحة الأميركية، قال إن هناك مظاهرات ضخمة في العواصم الغربية. نحن بحاجة إلى ممارسة الضغط المضاد. لقد كانت هناك خلافات مع أفضل أصدقائنا”.
دعم أميركي ضخم
وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن وصول طائرة الشحن رقم 200 محملة بمساعدة عسكرية من الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان، إنه منذ بداية العدوان، تم نقل أكثر من 10 آلاف طن من العتاد العسكري، بحراً وجواً، وشمل ذخيرة سيارات محصنة وقذائف ودروعاً واقية ومعدات طبية وغيرها.