على الرغم من الأزمة الاقتصادية والنقدية التي يشهدها لبنان منذ 4 سنوات، والتي جعلت من الهجرة هدفاً رئيسياً لخريجي الجامعات من الفتيات والشباب، إلا أن عدداً قليلاً جداً منهم رفض هذا الواقع وتشبث بالبلاد.
ويعاني الشباب اللبناني من قلة فرص العمل خصوصاً بعد تراجع هبوط قيمة العملة مقابل الدولار الأميركي بنسبة 93 في المئة بين 2019 و2023، وانهيار قيمة الرواتب بالليرة وإقفال العديد من المؤسسات، لتلامس البطالة معدل الـ40 في المئة.
وفي ظل هذه الصورة القاتمة، قررت الشابة فيرونيكا نمر وهي إبنة 22 ربيعاً، التمرد على الواقع وبدء مسيرتها الجديدة كبائعة خضار متجولة، تلف المناطق اللبنانية لكسب عيشها من عملها الخاص.
قصة فيرونيكا بدأت منذ أربعة أسابيع فقط، بعدما قررت تأسيس عملها الخاص، فقامت بشراء سيارة (فان)، وحولتها إلى متجر متنقل لبيع الخضار والفواكه في مختلف المناطق اللبنانية.
من إدارة الأعمال إلى بيع الخضار
وتقول فيرونيكا في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنها قامت بعد حصولها على إجازة بإدارة الأعمال، بالسفر إلى رومانيا، لكن الغربة لم تعجبها، فعادت إلى لبنان وهي سعيدة بالعودة، وعملت في عدة مجالات واختبرت إمكانياتها، لتقرر بعدها تأسيس مشروعها الخاص الذي بدأته من الصفر، فقامت بالبحث عن (فان) لشرائه وتجهيزه حسب الأصول، لعرض الخضار والفواكه داخله، وطلته بألوان توحي بالإيجابية والفرح وكتبت عليه إسم مشروعها الخاص “حزّك مزّك”.
كسرت حاجز الخوف والإحراج
وقد أحدث مشروع فيرونيكا ضجة إيجابية في المناطق التي ترتادها لبيع الخضار، خصوصاً أن الفتاة كسرت حاجز الخوف والإحراج، مشيرة إلى أنها تستيقظ الساعة الخامسة فجراً وتتجه فوراً إلى سوق الخضار والفواكه لشراء بضائعها الطازجة، وتشرع بقيادة (الفان) الزاهي بالألوان الفرحة من الساعة 8.30 صباحاً وحتى الساعة 2 ظهراً، حيث تعمد إلى بث جو إيجابي من خلال الموسيقى التي تُشغلها عبر الفان ليبدأ الزبائن بالإقبال على سيارتها والشراء منها.
الحافز وراء مشروع “حزّك مزّك”
وتشرح فيرونيكا في حديثها لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الإرادة والعزيمة شكلا الحافز الرئيس لتأسيس مشروع “حزّك مزّك” والشروع فيه، إضافة الى التعليقات الإيجابية والتشجيع اليومي الذي تتلقاه من قبل التجار والزبائن، فهي تبيع الخضار كل يوم في منطقة مختلفة، وهو ما يعطيها دعماً للاستمرار فيه.
وتقول إنها وعبر موقع “سكاي نيوز عربية”، تشجع كل فتاة أو إمرأة أن تتحلى بالصبر والإصرار والعزيمة والإرادة للعمل على تحقيق هدفها وتأسيس مشروعها، مهما كانت الظروف صعبة ومهما كان عمرها.
تشجيع كبير من الزبائن
وفي أحد شوارع منطقة أنطلياس في المتن التي تبعد عن بيروت نحو 10 كيلومترات، ركنت فيرونيكا الفان وبدأ الزبائن بالإقبال عليها والشراء منها، حيث تقول كريستينا في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنها رأت الفولكس فاجن من الشرفة وفيها بائعة فتاة، ما دفعها إلى الشراء منها وتشجيعها، مؤكدة أنها ستنتظرها أسبوعياً لدعمها، في حين تقول زبونة أخرى أنها صادفت فيرونيكا ومتجرها المتنقل، وأقبلت لتشتري منها وتشجعها، مبدية إعجابها ببائعة الخضار الشابة.
متطوعون للعمل مع فيرونيكا
أما إيليو الذي كان يعمل مع فيرونيكا فكشف لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه شاهدها على مواقع التواصل الاجتماعي وتواصل معها، عارضاً عليها مرافقتها وتجربة يوم عمل معها، ولذلك رافقها علماً أن لا خبرة لديه إطلاقاً ببيع الخضار، لكنه أعجب بالفكرة والمبادرة من قبل الفتاة الشابة وجرأتها ونجاحها، لافتاً الى أنه على جميع الفتيات العمل أو القيام بأعمال أسوة بفيرونيكا.