سؤال يطرحه المستثمرون في سوق العملات المشفرة اليوم “هل يتعين علينا إعادة النظر بوضع التداول في العملات المشفرة أو التخلي عنه تماماً أو اتخاذ الحذر أكثر؟” ليس بسبب انهيار بنوك عالمية وحسب، بل بعد فضح عمليات #احتيال كبرى في هذا المجال، وآخرها فضيحة تطبيق التداول “#iEarn Bot”.
تدعي شركة “iEarn Bot” أنها شركة مقرها في الولايات المتحدة الأميركية وتتمتع بأوراق اعتماد ممتازة، لكن الخبراء الذين حققوا في قضية “iEarn Bot” قالوا إنها قد تكون واحدة من أكبر فضائح سوق العملات المشفرة حتى الآن، وفقاً لما نقلت شبكة الـ”بي بي سي”.
ماذا حصل وكيف وقعت عملية الاحتيال؟
روكسانا، ليس اسمها الحقيقي، من #رومانيا، قالت إنها خسرت مئات من اليورو عندما استثمرت في “iEarn Bot”. وطلبت عدم الكشف عن هويتها خشيةً من أن تتضرر سمعتها المهنية.
في “iEarn Bot”، تم إخبار العملاء ومنهم روكسانا، بأن استثماراتهم سيتم التعامل معها من خلال برنامج الذكاء الاصطناعي للشركة، ما يضمن عوائد عالية لهم.
وقالت روكسانا في حديثها مع الـ”بي بي سي”، إنه “من الممكن أن ترى في التطبيق عدد الدولارات التي كان يخلقها، حيث كان هناك رسومات توضح كيفية تقدم الاستثمار”.
وكانت كل الأمور على ما يرام، وأكدت روكسانا أن “الأمر بدا احترافياً للغاية حتى أعلنت الشركة عن إجراء تعديلات. في تلك المرحلة، تم تجميد عمليات السحب من التطبيق لبعض الوقت”. وتتابع “لقد تقدمت بعدها بطلب للانسحاب فاختفت الأموال بالكامل”.
في رومانيا، تم إقناع العشرات من الشخصيات البارزة، بما في ذلك المسؤولون الحكوميون والأكاديميون، بالاستثمار عبر التطبيق لأنه كان برعاية غابرييل غارايس، خبير رائد في #تكنولوجيا المعلومات في البلاد.
وأكد غارايس إنه أيضاً خدع باستثمار مدخراته الخاصة في التطبيق وخسر أمواله.
لكن روكسانا تُصر على أنه لولا رعاية غارايس، لما فكرت أبداً في الاستثمار في التطبيق.
ما حدث في رومانيا ليس حادثاً معزولاً
عندما بدأت سيلفيا تابوسكا، الرومانية خبيرة الجريمة المنظمة من المركز الأوروبي للتعليم والبحوث القانونية، في البحث عن “iEarn Bot”، اكتشفت أن العديد من الأشخاص في بلدان أخرى قد فقدوا أموالهم أيضاً. ففي إندونيسيا، تزعم”iEarn Bot” أن لديها 800 ألف عميل.
أما الرجل الذي يدعي موقع الشركة أنه مؤسسها، قال لـ”بي بي سي” إنه لم يسمع بها من قبل كما تقدم بشكوى للشرطة.
وبالنسبة، لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والشركات العالمية مثل “Huawei” و”Qualcomm”، الذين تمت تسميتهم على أنهم “شركاء استراتيجيون” لـ”iEarn Bot”، نفوا أيضاً أي علاقة بالشركة.
وعلى موقعها الإلكتروني، لا تقدم الشركة أي معلومات للاتصال. وعندما راجعت الـ”بي بي سي” تاريخ صفحتها على موقع “فايسبوك”، اكتشفت أنها حتى نهاية عام 2021، كان حساب الشركة يعلن عن منتجات لإنقاص الوزن تدار من فيتنام وكمبوديا.
وتركز “iEarn Bot” بشكل كبير على دفع المستثمرين لتجنيد المزيد من الأشخاص للانضمام إلى التطبيق.
وتشير تابوسكا إلى أن “الطريقة التي يعمل بها الأشخاص في هذه الشركة تشبه إلى حد كبير مخطط بونزي، أكثر من كونها شركة فعلية”، وهو شكل من أشكال الاحتيال يتبع نظام بيع هرمي.
ولم تتوقف “iEarn Bot” هنا، فقد طالبت خدمة عملاء لديها المستثمرين الذين يرغبون في سحب أموالهم بدفع رسوم بنسبة 30 في المئة.
وتقول تابوسكا: “كان بعض الناس يائسين للغاية لاستعادة أموالهم، لذا دفعوا الرسوم لكنهم ما زالوا غير قادرين على سحب أموالهم”.
وفي بعض البلدان، مثل نيجيريا وكولومبيا، تم إيقاف عمليات الانسحاب في كانون الأول، وبررت الشركة للمستثمرين أنها تقوم بتحويل الاستثمار من عملة “USDT” إلى عملة جديدة تسمى “iBot”، والتي لها نفس القيمة.
وطلبت الشركة من المستثمرين التحلي بالصبر حتى شهر آذار، عندما كان من المتوقع إطلاق العملة الجديدة رسمياً. لكن الناس ما زالوا ينتظرون الوصول إلى أموالهم دون نتيجة.
من الناحية القانونية… التعاون الدولي مطلوب
في هذا السياق، حذرت وكالات إنفاذ القانون من تزايد عدد عمليات الاحتيال وأوصت المستثمرين بإجراء “العناية اللازمة”.
ويقول جون وايمان، رئيس وحدة الأصول الافتراضية في مكتب التحقيقات الفيدرالي، إن التحقيقات من هذا النوع تتطلب تعاوناً دولياً وقد تستغرق وقتاً أطول، لكنه يصر على تقديم المسؤولين في النهاية إلى العدالة.
وفي وقت سابق، كان قد أنشأ مكتب التحقيقات الفيدرالي “FBI” وحدة الأصول الافتراضية العام الماضي، من أجل الرد على العدد المتزايد من الجرائم باستخدام العملات الافتراضية.
كما يدعو الأشخاص الذين وقعوا ضحايا لعمليات الاحتيال إلى تقديم شكوى على الصفحة المخصصة لمكتب التحقيقات الفيدرالي.