لم تكن دعوة السفارة السعودية في بيروت الى رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة، لحضور حفل الذكرى الـ 33 لتوقيع إتفاق الطائف في الاونيسكو، اشارة الى تبني المملكة لترشيح فرنجيّة الى الرئاسة او إعطائه ضوءاً اخضر لإنتقاله من بنشعي الى بعبدا، كما فهمها بعض السياسيين.
فالهوة كبيرة وعميقة، بحيث انّ السعودية ترفض فرنجيّة رفضاً قاطعاً، وفق ما نقلهُ النائب علي حسن خليل مبعوث “عين التينة”، وهي لا تريد تكرار تجربة الرئيس السابق ميشال عون، وبالتالي يدفع زعيم المردة ثمن خلاف الرياض مع الحزب، بعدما وضعهُ في اولويّة خياراته الرئاسيّة، اكثر من ذلك خاصم حليفه “التيّار الوطني الحر” كرمى “عيون البيك”، فلا يحتاج الامر سوى لاعلان ترشيحه الرسمي، لكنّ من المرجح ألا تنضج الظروف المناسبة.
إلا أنه ايضاً، وفق ما نقل حول اجواء اللقاء الخماسي الذي عقد في باريس مطلع الشهر، ان الخيار كان اقرب الى قائد الجيش جوزاف عون، ما يُفهم فرضيّاً استبعاد فرنجيّة عن السباق، حيث افيد ان هناك موقفا دوليا وعربيا مؤيدا للعماد عون، ومن المرجح ان تكون الكلمة الاساسية للمملكة في هذا السياق.
وفي غضون ذلك، بدا لافتاً استقبال قائد الجيش امس في مكتبه في اليرزة، وفداً من مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، في حضور السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، والتي وفق المعلومات الخاصة لوكالة “اخبار اليوم”، انّ الوفد الاميركي جاء لتحضير الملفات الخاصة باعضاء الكونغرس لموازنة العام المقبل، في سياق دعم المؤسسة العسكرية والاطلاع على اوضاعها، سواءً في برامج المساعدات والتسلّح والطبابة، كما تؤكد المعلومات ايضاً، انّ الوفد خرج مرتاحاً للغاية، بعد الاطلاع على حسابات المساعدات السابقة انّها صُرفت في محلها، في الامور المطلوبة للمؤسسة للقيام بمهامها المنوطة بها، وعلم انّها ستتجدد في الموازنة الاميركيّة القادمة.
وفي الاطار عينه، اثنى الوفد على اداء العماد عون، واعرب عن ارتياحه للخطوات التي يتخذها الجيش اللبناني في هذه المرحلة الحساسة للغاية، إذ ليس بالأمر السهل ان يكون الجيش، وعلى رغم تركيبته الدقيقة وتجهيزاته المحدودة، ان يكون جاهزا بكل كوادره العسكريّة. كل ذلك، يُدحض ما قيل في مكانٍ ما عن تعليق او تجميد المساعدات الاميركية، حتّى انّ قيادة الجيش مع وفدي الجمهوري والديمقراطي يعملان للإتفاق على إبقاء دعم رواتب العسكريين بشكلٍ مُستمر.