أحيت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي أحد الشعانين، وحضرت الزياحات، كما عاد الأطفال إلى الأديار والكنائس ولكن بأعداد قليلة بسبب فيروس كورونا.
وأقيمت القداديس بمشاركة المصلين، كما أقيمت التطوافات بأغصان النخل والزيتون، وألقيت عظات تناولت دخول المسيح الى أورشليم قبل آلامه وصلبه.
ويُذكر أنها السنة الأولى التي تعود فيها الاحتفالات، إذ غاب المصلون والأطفال في السنتين السابقتين بسبب انتشار فيروس كورونا.
الكورة
في كنيسة مارجرجس – برسا، ترأس الكاهن جوزف عنداري القداس في حضور حشد من المؤمنين، وبعد قراءة الإنجيل المقدس، ألقى عظة عن معنى العيد وأهميته في الديانة المسيحية.
كما شارك المؤمنون في كنيسة مارجرجس راسمسقا بقداس الشعانين الذي ترأسه الكاهن شربل كرم.
وختاما، أقيمت الزياحات حول الكنائس، وحمل المؤمنون أغصان الزيتون والنخيل وهم يرتلون “هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب”.
البقاع الشمالي
في البقاع الشمالي، ركزت العظات على “معنى العيد وكيف أن السيد المسيح أعطى مساحة للأطفال لكي يكونوا سعداء، واليوم الأطفال وأهلهم يعيشون الفقر والعوز، بسبب الوضع المعيشي الصعب الذي يرمي بثقله على كاهل المواطنين، ولا يوجد أمامنا سوى التضرع إلى الله كي ينير الطريق ويوصلنا إلى بر الأمان الإجتماعي والإقتصادي”.
البترون
إلى ذلك، ترأس راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله قداس الشعانين في كاتدرائية مار إسطفان في البترون وعاونه كهنة الرعية الخوري بيار صعب والخوري فرانسوا حرب في حضور حشد من المؤمنين.
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى خيرالله عظة بعنوان “شعانين البؤس ومجد القيامة” وقال فيها: “نستقبلك اليوم يا يسوع، في أحد الشعانين، وأنت تدخل أرضنا، كما دخلتها منذ ألفي سنة، ونحن نحمل سعف النخل وأغصان الزيتون، ونهتف لك: هوشعنا، مبارك الآتي باسم الرب، ملك السلام! نستقبلك بالمجد والفرح والرجاء، مقتنعين أن مجد العالم باطل، وأن فرحتنا فيها غصة، وأن رجاءنا فيك هو وحده الوطيد الثابت. إنك تدخل مدننا وشوارعنا وقرانا متواضعا، وأنت ابن الله، لتفتقد شعبنا وتسير معه نحو أورشليم الأرضية حيث ستُصلب وتموت ثم تقوم وتُدخلُنا أورشليم السماوية في المجد الإلهي”.
وتوجه الى المسؤولين: “الويل لكم، أنتم الذين تحاولون إسكات شعبكم بعدما سلبتموه حقوقه ونهبتم أمواله، وجوعتموه، وتركتموه متسولا على أبواب الأمم بين حي وميت يشقى من أجل الخبز والكرامة! وكان الأجدر بكل واحد منكم أن يكون سامريا صالحا يضحي بماله وبإمكاناته في سبيل خلاص كل مواطن يشقى من ظلمكم وسوء إدارتكم ! لكنكم ما زلتم تحاولون استمالة الشعب إلى مصالحكم وكأن شيئا لم يكن، وكأن الوطن بألف خير، وكأن المواطنين ينعمون بالازدهار والبحبوحة !!! كفاكم استعطافا لشعبكم ! كفاكم تبريرا للمغالاة في فسادكم ! كفاكم تماديا في صراعاتكم وحروبكم من أجل مصالحكم!”
وتابع: “رغم كل ما يحل بنا، نريد يوم الشعانين عيد تجديد إيماننا بك، أيها المسيح، أنت مخلصنا الوحيد! أنت الملك الوحيد، ابن الله، الذي أردت بصيرورتك إنسانا أن تقدِّم نفسك ضحية بالموت على الصليب كي تخلص شعبك وجميع البشر وتمنحهم الحياة وحرية أبناء الله”.
وختم خيرالله: “لن ننسى يا يسوع أن أحد الشعانين هو دخول في مسيرة الآلام وحمل الصليب والعبور بالموت للوصول إلى القيامة! ونعرف أن مجد العالم باطل؛ وحده مجدك هو الباقي وهو الأبدي. سنحمل معك الصليب ونرافقك في درب الجلجلة لنموت معك عن عالم الشر والخطيئة والطمع والحقد، فنستحق معك القيامة إلى حياة جديدة”.
وبعد القداس، أقيم تطواف بأغصان النخل والزيتون والشموع.