قطبة مخفيّة خلف أزمة الطحين… ولا تسليمَ غداً!

لا تكاد أزمة الطحين والخبز تستكين حتى تعود إلى الواجهة، نتيجة الأوضاع الاقتصادية والمالية والنقدية المزرية في البلد. منذ أيّام رفع أصحاب المخابز والأفران الصوت مجدّداً بسبب المشكلة نفسها: نقص القمح بسبب عدم تسديد ثمنه. وساءت أوضاع القطاع لدرجة أن اتحاد نقابات المخابز والأفران أعلن أمس أن البلد على أبواب أزمة خبز، لافتاً إلى أن “النقص في تسليم الطحين من المطاحن طال مختلف المناطق للاسبوع الثاني على التوالي، الامر الذي ادى الى توقف عدد من الافران عن إنتاج الخبز، ما زاد الطلب عليه لدى الأفران الأخرى التي تعمل وما زالت لديها كمية قليلة من الطحين لا تكفي لاكثر من يوم”، ما يعني أن اليوم هو الأخير قبل نفاد الطحين، فما مصير الرغيف خصوصاً وأن وزير الاقتصاد أمين سلام طمأن اللبنانيين معلناً طلب الحكومة من مصرف لبنان دفع المستحقات المالية لبواخر القمح والطحين لمنع حصول أزمة.

نقيب أصحاب الأفران علي ابراهيم يوضح لـ”المركزية” أن “ما من تطوّرات فعلية، نسمع تطمينات رسمية ووزارية بأن القمح متوافر في حين أن ست مطاحن مقفلة، فكيف يكون الوضع سليما في هذه الظروف؟ خصوصاً وان إنتاج المطاحن التي تعمل لا يكفي لتغطية حاجة لبنان، إذ إن كل فرن يتعامل مع مطحنة محددة وله كوتا خاصّة لديها، بالتالي لا يمكن لصاحبه اللجوء إلى مطحنة أخرى لا تزال تنتج الطحين، ما يضطره الى الإقفال”، مشيراً إلى ان “مشاهد مشابهة لقطاع المحروقات ستتكرر في الأفران،بحيث يتوافر الخبز لدى بعضها ويغيب لدى اخرى “.

ويوضح أن “أكبر مطحنة في لبنان والواقعة جنوباً والتي توفّر الطحين لخمسين في المئة من الأفران، أبلغتنا اليوم أنّها لن تسلّم غداً، في حين لا يتبقى سوى القليل من الطيحن لدى الأفران ولا يكفي لتوزيع إنتاجها خارجها، لذا تداركاً للأمر لن يُوزَّع الخبز غداً ولن يباع خارج صالات الأفران ريثما يتم التوصل إلى حلّ في اليومين المقبلين. وفي حال استعادت المطاحن نشاطها أو صرفت أموال القمح أو وجد اي حلّ نعود عن قرارنا هذا”.

أما بالنسبة إلى ربط أزمة الطحين بسببي توقف العديد من المطاحن عن العمل بسبب عدم تسديد مصرف لبنان ثمن القمح وعدم صدور نتائج الفحوص المخبرية، فيرى ابراهيم أن “التحاليل المخبرية تخصّ مطحنةً واحدةً، لكن المشكلة في فتح مصرف لبنان الاعتمادات للقمح الموجود في المياه الإقليمية وفي المطاحن حتّى الذي لا يزال من دون دعم، ما يَمنع أصحابه من طحنه. المشكلة الاساسية في تحويلات مصرف لبنان ولا حياة لمن ننادي من مسؤولين”، مشيرا إلى أن “هناك قطبة سياسية مخفية في الموضوع لأن من غير المعقول ترك البلد من دون قمح وعدم صرف أمواله منذ 17 يوما”.

Exit mobile version