كثافة غبار إعلامي للتعمية،
يمكن تحليل الأحداث وربطها أو حلّها ولكن عندما يتعلّق الأمر بأجهزة الإستخبارات تصبح أي معلومة عرضة للشك فكيف الحال بالنسبة للتحليل…
الغبار الإعلامي الذي رافق اغتيال صالح العاروري ورفاقه بدأ ينقشع ليطرح أسئلة نوردها بعد كلمتين عن القرصنة التي شهدها مطار بيروت، وهنا لا أريد دحض نظرية أن هذا العمل كان القصد منه تجاوز التفتيش لتهريب مواد ما، ولكن السؤال المشروع هو هل أصبح مطار رفيق الحريري الدولي رمزاً للسلامة العامة ومكافحة التهريب فيما الكلام عن الفساد والتهرّب والتهريب بالإتجاهين يرافق كل ذكر لمطار بيروت وبأن سيطرة “ح ز ب” الله عليه تبدأ من سيارات التاكسي إلى الحمّالين وصولاً إلى باب الطائرة والرشوة كفيلة بتهريب أي شيء فهل أصبحنا في “المطار الفاضل” من دون أي عيب أو خلل إلا بقرصنته؟
أما في اغتيال العاروري، فالشبهات تزيد حول المسؤول عنه وخاصة بعد رفع صورة مهينة للأمين العام للحزب على المبنى الذي قُتِل فيه العاروري ورفاقه مذيّلة بعبارة “فداء لنعليك” وهي يمكن أن تكون رسالة على الرغم من إزالتها، وبالتالي فالأسئلة التالية مشروعة تماماً:
لماذا لم يتوصّل التحقيق حتى الآن إلى نتيجة حاسمة حول طريقة الإغتيال.
هل الحزب هو المسؤول عن الإغتيال بواسطة طائرة مسيّرة لإبلاغ الفلسطينيين رسالتين، الأولى عقاباً على عدم إبلاغ إيران بعملية ٧ تشرين، والثانية تحذير كل من ينتمي إلى محور الممانعة من تجاوز القيادة الإيرانية في المستقبل.
هل هناك صراع أو تنافس داخلي مذهبي شيعي-سني في محور الممانعة لتصدّر المشهد بعدما خطف الفلسطينيون صدارة المحور في الشارع العربي والإسلامي، فكان اغتيال العاروري وهل جاء الردّ على العملية بتفجيرات مرقد قاسم سليماني؟
في العمل المخابراتي لا شيء هو كما يبدو عليه، ولا يجوز تقزيم أو تعظيم الحدث، كل ما يمكن فعله هو كشف الشك وليس الحقيقة.