كي لا تقول “لو كنتُ أعلم”

وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا مَا تَسْمَعُونَ! بِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ وَيُزَادُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ.” (مر 4: 24).

إسمعونا، واسمعوا جيداً، القوات اللبنانية هي أول من استجاب لقرار بناء الدولة بعد اتفاق الطائف وهي الجماعة الوحيدة التي دفعت مع مجتمعها ثمن إقرار الطائف عندما تعرّضت لحرب الإلغاء، البعض يسمّيها “حرب الأخوت” ورفضت التخلّي عن قوتها العسكرية بالقوة العسكرية وتخلّت عن سلاحها طوعاً من أجل إنهاء الحرب والولوج في زمن السلم، كما أن القوات هي الوحيدة التي عارضت تطبيق الطائف السوري ودفعت ثمن معارضتها اغتيالاً واعتقالاً واضطهاداً وحتى اليوم ما زال بعض رفاقنا عاجزين عن المجيء إلى لبنان…

هذا السرد يهدف لتذكير بعض الرؤوس الحامية الغبيّة بأن القوات اللبنانية ليست ممن يرضخون للضغوط ولا يمكن لَيّ ذراعها بحركات صبيانية، أما سبل المواجهة فتختلف باختلاف الأساليب وبما يتناسب معها، ونحن نقول للبنانيين بأن المستهدف ليست القوات اللبنانية كحالة حزبية بل كرمز سيادي رافض للهيمنة الإيرانية على لبنان بكافة أشكالها وهي تعتمد في مواجهتها اليوم الوسائل السياسية الديمقراطية…

أما عندما يتحوّل الأمر إلى استهداف ظالم، تختلف الرواية، وفبركة ملف يدرك الجميع حقيقته وحيثيته ويعلم القضاء نفسه من هو المعتدي وعليه استدعاء ح س ن نصرالله والإستماع إلى إفادته والإدعاء عليه إذا ثبت تورطه ومن ثم يستدعي المعتدى عليهم للإستماع إلى إفاداتهم، هذا هو المسار القانوني، وسنواجه، أما شكل المواجهة فأنتم تحددونه ولسنا نحن فنحن المعتدى علينا ونحن ردة الفعل.

Exit mobile version