لم يتنفس العالم الصعداء بعد من وباء كورونا حيث الاصابات ما زالت تُسجّل يوميًّا، حتى طرق أبوابه مرضّ فيروسي آخر انه “جدري القردة”، وقد بدأت اعداد الاصابات ترتفع في عدد من دول العالم…
حتى اللحظة “لا تهلعوا”، أكدت منظمة الصحة العالمية أن جدري القردة لن يتحول إلى وباء مثل فيروس كورونا وذلك لوجود لقاح له، منوهة أن على الدول ان تكون شفافة بالإعلان عن الإصابات إذا وقعت.
وأوضح مدير الأوبئة بمنظمة الصحة العالمية عبدالناصر أبو بكر، أنه يجب التوعية من مرض جدري القردة وكيفية التعامل معه، مؤكدا أن لقاحه موجود وفعال للحالات المصابة وتمت الموافقة عليه لكنه يحتاج لاختبارات، وأضاف أن المنظمة تنصح بتطعيم الحالات المصابة والمخالطين لهم فقط. وأكّد أنّه لا يوجد أي دولة بمنأى عن خطر انتشار جدري القردة، داعيا جميع الدول العربية للتأهب لرصد أي إصابة.
في لبنان، لا وجود لأيّ حالة جديّة مشتبه فيها، حتى اللحظة، مع العلم ان البعض- ومنهم أطباء- يعتبرون أي طفح جلدي هو جدري القردة.
ولكن لبنان الذي اكتوى بنار كورونا، كيف عليه أن يواجه اليوم أي انتشار لهذا المرض -وان لم يكن وباء- في ظل الازمة المالية والاقتصادية التي ارخت بظلال ثقيلة على القطاع الصحي وحوّلت لبنان من مستشفى الشرق الى بلد يحتاج الى حبة دواء!
في هذا المجال، يشرح رئيس فرع الشرق الأوسط لـ “الكلية الأميركية للصيدلة السريرية”، والصيدلاني الإختصاصي في الأمراض الوبائية، الدكتور روني الزعنّي، عبر وكالة “أخبار اليوم”، ان “جدري القرود” لن يشكل عبئًا على النظام الصحي، نظراً إلى طريقة انتقال المرض وبطئها، وبالتالي لن نكون أمام موجة كبيرة من الاصابات.
ويضيف: قد تسجل حالات محدودة، ولكن من المرجح ان يتم ضبطها بشكل سريع، خصوصا ان اي انتشار لن يكون بسرعة تفشي كورونا.
ولكن، يلفت الزعني الى ان ما يمكن ان يشكل عبئا على النظام الصحي هو فرق الاسعار ورفع الدعم عن الادوية، وبالتالي الخشية من ان نصل الى وقت لا يستطيع فيه المريض ان يدفع ثمن علاجه، خصوصا فيما يتعلق بالادوية الحديثة الباهظة الثمن. ويشير الى ان المستشفيات تستورد أدوية ومعدات وتسدد ثمنها بالدولار وهذا ما يزيد من الاعباء التي يسددها المريض على سعر الصرف في السوق الموازية في حين الجهات الضامنة لا تسدد السعر نفسه…
ويختم: العلاج او دخول المستشفى قد يفوق قدرة أي مواطن على العلاج، المشكلة تكمن هنا وتشكل التحدي الاساسي.