لزحلة الّتي حاولوا إذلالها:
قرميد زحلة يحتضن تحته أجمل أجنحة الفرح وأعمق أفكار الحياة، نهرها السّائر شرقًا، يُسَيّلُ للشّمس ضوءها البرّاق.
لا تنام سيّدتها، إلّا إذا أفاق قمح البقاع وعنبُه، وقد سالت على ضفاف الجبل سواقي النّبيذ، زحلة ليست في الشّرق، بل إنّ روح الشّرق منها تنبُعِثُ.
شوقي الّذي تفجّر في واديها قصيدة، ظلّ اسمه على عُرَب فيروز يتّكىء ولعقل ابنها ألفُ بطولة، ما نال منها سيف ولا قلم، لمعالفتها مع التّاريخ صوت وحكايا، غنّاها وائل، ورندحها كُثرُ، ما كان لولا زحلة فينا أسئلةٓ، تبنى المعارفَ، وتهتكُ حرمة الكسلِ.
ستظل زحلة، ويزول سجن وسجّان ومضبطة ويظل واديها أعلى من قاسيون، وممّن ظنّ أنّه أزلُ.