… وماذا سيغيّر انتخاب رئيس؟ يسأل كثيرون، وقد بلغوا اليأس نتيجة التجارب، وكان آخرها في عهدٍ مضى وصل بتسويةٍ كبيرة وبدعمٍ شعبي، وانتهى بخيبة.
ونقول، من منطلق الواقعيّة: لن يغيّر انتخاب الرئيس شيئاً إن كان خارجاً من الطبقة السياسيّة التي شاركت في ما وصلنا اليه، ولو بنسبٍ متفاوتة.
وهل نأتي برئيسٍ من المريخ؟ أبداً. ولكن، هناك من ينصح بأن نأتي برئيسٍ مُجرَّب في واحدة من مؤسسات قليلة حافظت على حضورها وثباتها، أي الجيش اللبناني.
يدافع أصحاب هذه النظريّة عن رأيهم بالتأكيد أنّ جوزيف عون على علاقة جيّدة، أو مقبولة أقلّه، بالجميع اليوم، باستثناء مرشّحَين للرئاسة هما جبران باسيل وسليمان فرنجيّة. الأول على خصومةٍ معه، والثاني يدرك أنّه المنافس الأول.
ويرى هؤلاء أنّ قائد الجيش حمى المؤسسة من لوثة السياسة التي أصابت القضاء ومؤسسات أخرى، وحماه من الانهيار المالي، وأمّن مساعدات مُنحت بسبب الثقة به، لا أكثر.
مثل هكذا رجل، والقول دائماً للمدافعين عن وصوله الى بعبدا، هو الأكثر أهليّة للحُكم في بلدٍ متروكٍ لمصيره ويحتاج الى أن يكون في موقع الصديق للخليج والمحور الأميركي، من دون أن يكون في موقع العداء للمحور الآخر. يرى هؤلاء بأنّ جوزيف عون وحده القادر اليوم على تأدية هذا الدور.
هل يعني ما سبق أنّ جوزيف عون سيصبح رئيساً؟ لا. حظوظ الجميع معدومة اليوم، ولا رئاسة بعد في الأفق، ولكنّه يشكّل فرصةً للخروج من الانهيار وبدء الإصلاح، ومناسبة لوصول رئيس لا يسعى الى توريث أحد ولا الى كسب كتلةٍ نيابيّة في انتخاباتٍ مقبلة، ولا جماعة له لتحتلّ المناصب الرفيعة في التعيينات. فرصة لوصول رجلٍ يقول، وهو قائد جيش، لا للوساطات والمحسوبيّات في التشكيلات.
وإن نُقلت التجربة الناجحة في الجيش الى الرئاسة، يمكننا القول حينها: انتخاب الرئيس “بِغيّر كتير”…