“الإتكال عليكم”. بعد إنتفاضة 17 تشرين ونزول المغتربين إلى الشارع تضامناً مع اللبنانيين المقيمين، كانت المطالبة آنذاك بإجراء إنتخابات نيابية مبكرة. واليوم الإنتخابات على الأبواب، فالمغتربون الذين إعتصموا أمام السفارات، سيتضامنون مع اللبنانيين فعلياً هذه المرة من خلال الإدلاء بأصواتهم لقوى التغيير وبالتالي الإتكال عليهم لإحداث الفرق المُنتظر. ولكن أي دوائر قد تُحدث خرقاً؟
بلغ العدد الإجمالي للبنانيين غير المقيمين الذين تسجلوا في دول الاغتراب للإقتراع في الانتخابات لهذا العام 225,114 ناخباً مقارنة بـ 92,810 في انتخابات عام 2018. أي بزيادة تُقدّر بنسبة 165% وفقاً للدولية للمعلومات. “وحلّت اوروبا في الدرجة الأولى بأعداد بلغت 69,374 ثم آسيا والدول العربية في المرتبة الثانية بأعداد بلغت 56,939 يليهما أميركا الشمالية بأعداد وصلت الى 56,578”.
الخرق ممكن في هذه الدوائر!
وفي السياق، يشير الخبير الانتخابي كمال فغالي إلى أن عدداً كبيراً من الناخبين غير المقيمين سُجّلوا في دائرة الشمال الثالثة التي بلغ عدد الناخبين فيها 26,682. وفي المرتبة الثانية دائرة بيروت الثانية بحيث بلغ عدد الناخبين فيها 26,459. ويليها جبل لبنان الرابعة التي تتضمن الشوف وعاليه بـ 25,445 ناخباً. وفي المرتبة الرابعة بيروت الأولى بـ 9,668 ناخباً.
ويضيف فغالي موضحاً أن هذه الأعداد قد تؤثر على مقعدين في كل من هذه الدوائر المذكورة. كما أن مفاجآت قد تحصل في هذه الدوائر من خلال تصويت المغتربين بشكل كبير للوائح التغيير.
تسهيلات للتصويت
بالنسبة ليوم الإنتخابات، سيصوّت المغتربون المسجلون من خلال إبراز إما الهوية إما جواز السفر. وبعدما تبيّن انتهاء صلاحية بعض الاوراق المطلوبة للاقتراع مثل جوازات السفر، صدر مرسوم أعطى “البعثات اللبنانية حق تجديد جوازات السفر المنتهية الصلاحية، حيث تُوشح بعبارة “مخصص للاقتراع”، إلى حين الانتهاء من عملية الاقتراع في الثامن من أيار”.
إذاً، تبشّر العوامل كافّةً خيراً. إرتفاع عدد تسجيل المغتربين، والإقبال على تصويتهم للوائح التغيير والتسهيلات التي تطال عمليات الإقتراع. وتجدر الإشارة الى أنّه في انتخابات العام 2018، فاز مرشّحو المجتمع المدني بـ2370 صوتاً فقط، من مجموع 46,799 مقترعاً. وحصلت القوى التغييرية على نحو 2,6% فقط من الأصوات مقابل نسبة عالية للأحزاب التقليدية. فهل تنقلب المقاييس لهذا العام؟