تحمل الانتخابات الحالية تحالفات غريبة عجيبة. حيث سنشهد في خلالها التقاء متنافسي الأمس على لائحة واحدة، وافتراق حلفاء الأمس في لوائح مختلفة.
هذا التكتيك ليس بجديد على المشهد اللبناني. فلطالما حملت الانتخابات النيابية في لبنان على مدى الدورات الانتخابية السابقة منذ قرابة المئة عام، تفاهمات انتخابية وتحالفات “على القُطعة”. بمعنى أنها جمعت ما بين طرفين، لا تربط بينهما سوى المصلحة الانتخابية.
ومع ترقّب اعلان تحالفات جديدة في الساعات المقبلة، يقول نائب حزبي بيروتي إن انتخابات العام 2022، “ماتيماتيك مش انتخابات”. بمعنى أنها لا ترتبط بالمواقف السياسية، بل إن الماكينات الانتخابية في بعض الأحيان، تنصرف الى لعبة “البوانتاج” والحواصل، لتحديد التحالفات التي تؤمّن، لهذا الفريق أو ذاك، امكانية الفوز ودخول الندوة البرلمانية، وحصد عدد أكبر من النواب لتكوين كتلة لها حضورها.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، فالطاشناق الذي يلتقي في السياسة مع التيار الوطني الحر على عناوين كثيرة، ينافسه في المتن الشمالي. بينما الاتصالات لم تنته بعد لتحديد خياره في دائرة بيروت الأولى أو زحلة. فيمكن أن يكون مع التيار أو ضده، وفق ما ستؤدي اليه العملية الحسابية، اذ ان هدفه الفوز بنائبين في هذه الدائرة.
مرشحون منفردون تنقّلوا بين جهة سياسية وأخرى، قبل حسم خيار الانضمام الى لائحة. فغاية الفوز تبرر لهذا الحزب او ذاك، وسيلة اختيار قبول المرشّح او رفضه. كما أن حسابات المرشحين تحتّم عليهم البحث عن أقرب وسيلة لدخول الندوة البرلمانية، من دون أن يكونوا “مجرّد كمالة عدد”.
هي قواعد اللعبة الانتخابية. فالرئيس كميل شمعون، على سبيل المثال، وصل بالتفاهم مع كمال جنبلاط. وانتقل الى الجهة المقابلة بعيد وصوله… هي الغاية التي تبرر الوسيلة في السياسة. لاسيما في زمن الانتخابات.