أسهل الأمور رمي المسؤوليات على الآخرين واختيار الحلقة الأضعف واستسهال تناول مقدساتنا وضرب جذورنا لتغطية تقصيرنا أو فشّة خلق في الإتجاه الخطأ…
في هذا الإطار من الخطأ والخطيئة استهداف الكنيسة في تحميلها ما لا تحتمل وليس من واجبها ومهامها في التصدّي للأزمة الإجتماعية التي يعاني منها شعبها، فهذه مسؤولية جماعية تشكّل الكنيسة عاملاً مساعداً من دون المسّ بقوتّها المادية والمعنوية لأن هذه القوة هي الحاجز الأخير في وجه ذوبان المسيحيين ودورهم وهذا ما يميّز الكنيسة اللبنانية عن سائر الكنائس الشرقية وبالتالي احتفاظ المسيحيين بوجودهم ومكانتهم وقوتهم على الرغم من محاولات تقزيم دورهم التي ستفشل في بلوغ أهدافها…
إنخراط الكنيسة في مساعدة المسيحيين بكل ما تملكه سيؤدي إلى إضعافها خلال سنوات قليلة ونفاذ مخزونها وإمكانياتها الاستراتيجية واضطرارها إلى التخلّي عن استقلاليتها والتخلّي عن مجد لبنان الذي اكتسبته وانتزعته استحقاقاً وبقدرتها الذاتية من دون منّة من أحد…
الشؤون الكنسية الداخلية هي مسؤوليتها وهي قادرة على معالجة نفسها في حال الحاجة، أما المطلوب من الكنيسة فهو دعم جماعات الخير والجمعيات الخيرية لتدعم هي بدورها مجتمعها، وكل كلام غير ذلك هو رمي مسؤوليتنا جميعاً على الكنيسة وقد يكون هذا حلّاً مرحلياً ولكنه يؤسس لأزمة مستدامة لا قيامة من بعدها…
بقاؤنا هو رهن قوة كنيستنا، والمطلوب منها فقط هو الصلاة لأجلنا ومباركة الجهود من أجل الصمود.